نقطة على السطر.. وتعجز الكلمات

سأل أعرابي أحد شعراء القبائل العربية التي اشتهرت بالشعر وكثر فيها الشعراء وفاقت مراثيها كل ما قيل في الرثاء «لماذا كانت مراثيكم أجود أشعاركم » قال: (لأننا نقولها وقلوبنا محترقة)هذا ما يرد في الخاطر ويدور في أذهاننا ونحن على مدى سنين نختار الكلمات لشهدائنا التي تحتل مساحات واسعة في الصحف والمجلات ،نداها يملأ الأسماع والقلوب ويرن صداها في المحافل والشوارع وكل مكان، فوق المنابر وفي المجالس السعيدة منها والحزينة تهمي العيون دمعاً ودماً مثل أمطار شتاء سخي تعبر عن المناسبة بكمٍ من الكلمات ، كلمات وألحان تجعل الوجدان يفيض بالعزة والكرامة .
عزاؤنا أن الشهادة تجمعنا ،تلمنا صغاراً وكباراً نساءً ورجالاً شيباً وولداناً تشد من عزائمنا وقوانا وتجعلنا في وحده متراصة كالطود الشامخ كالجبل الراسخ وما من شيء يجعل الانسان كبيراً كالألم الكبير… لملم جراحك يا وطن وامسح الدمعة الحزينة عن وجنتيك فنحن أمة تجود بالأبطال في ساحة الوغى أمة اجتمعت على اقتسام الحزن في وطن الخير لتختلط الدموع والدماء بتراب الوطن والحناجر تهدر باستمرار ماضون على الدرب معاً نسابق الريح لننشر الورد والقرنفل على قبور شهدائنا ومع مرور هذه السنين تعلمنا كيف نتقبل وقع الحرب ،تعلمنا كيف نصبر ونصمت ،نبكي ونحبس الدمع تعلمنا كيف يكون الإنسان المؤمن في صموده وصبره وتبقى الكلمات عاجزة عن وصف الشهداء وتضحياتهم ،ومقصرة عن التعبير عما في النفس رغم مرور الأيام والسنوات العجاف ولكن ما زلنا نحاول .
ميساء بلول

المزيد...
آخر الأخبار