ميسلون … عنوان للتضحية والمقاومة

تسجل معركة ميسلون حضورها الدائم في عمق الوجدان الوطني , كما يحتفظ الشهيد يوسف العظمة بصورته البطولية على مر الأجيال حيث الدروس والعبر التي خلدها تشكل في جوهرها البعد الأكثر تجسيداً لمعاني البذل والتضحية والفداء

وعندما تمر ذكرى معركة ميسلون فإنها تستعيد دروساً وضاءة في تاريخ سورية المقاوم , هذا التاريخ الزاخر بملاحم بطولية عبر عنه أبناؤها  الشرفاء في مقارعتهم للمحتلين وبذل المزيد من التضحيات صوناً لعزة وكبرياء سورية , ولما كانت معركة ميسلون  نقطة مضيئة في تاريخ النضال الوطني , فإن قرار الشهيد يوسف العظمة بخوض المعركة رغم تفاوت الإمكانات يشكل علامة فارقة في النضال ضد الاستعمار, حيث مهد بدمائه ودماء رفاقه الطريق للأجيال القادمة التي تسلمت راية الكفاح والنضال لانجاز الاستقلال الكامل , وميسلون اليوم كما هي في كل يوم عنوان للتضحية والمقاومة والفداء ,هذا العنوان الذي يرسم ملامحه اليوم أشاوس جيشنا العربي السوري في تصديهم لأعتى حرب إرهابية كونية شنت على قطرنا المقاوم والصامد.

بهذه الروح  تستمر ميسلون  في الذاكرة  حضوراً وفعلاً مؤثراً , وهي التي زرعت فينا يقين الشهيد وقناعته بأن الاستشهاد هي الطريق الأرحب لحياة أنصع وأنقى اختارها من آمن بالشهادة طريقاً إلى النصر.

لقد أثبتت معركة ميسلون  أنها ليست معركة عسكرية وحسب , بل رسالة وطنية بمكنونها النضالي , ومضمونها الإنساني الرافض للذل والخنوع للمحتل .

رسالة تحاكي بمضامينها تاريخاً مجيداً وحكايات أبطال رووا بدمائهم أرض الوطن , وما أشبه اليوم بالأمس فقوافل الشهداء مستمرة  دفاعاً عن سيادة وكبرياء سورية المقاومة .

فتحية لمن وجد في استشهاده حياة للآخرين وتحية لكل فعل مقاوم يعبر عن عظمة هذا الشعب الأبي.

غالب طيباني

 

 

المزيد...
آخر الأخبار