تأتي ذكرى ميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي الثانية والسبعين اليوم , وسورية والمنطقة تمر في ظروف استثنائية تمثلت بتداعيات طرأت نتيجة أحداث متباينة ومتسارعة , وما لاشك فيه ظهر تأثر الحزب بما جرى في قطرنا من حرب عدوانية استهدفت كل مقومات وجودنا ، كونه حزب الجماهير مما فرض عليه واقعاً جديداً يتطلب رؤية جديدة وأساليب عمل مغايرة ومتطورة ولهذا كانت الحاجة ملحة نحو تحولات أساسية في النظرية والممارسة والتنظيم،فالحزب بمشروعه العروبي والإنساني أثبت قدرته على التعامل بإيجابية وموضوعية مع هذا الواقع , إنطلاقاً من أن الحزب لم يتوقف يوماً عن الاهتمام المباشر بهموم الشعب وقضايا الأمة اهتماماً لم تستطع القوى الأخرى أن تحظى بإجماع شعبي مشابه لدوره ورسالته حيث تمكن البعث عبر تاريخه النضالي من تكريس دوره في حماية مصالح الشعب والنهوض بمستواه الفكري والاجتماعي وتحقيق المزيد من النجاحات في ظل الكثير من القضايا المفصلية .
واليوم في ظل العديد من المتغيرات المختلفة أكد البعث من خلال تجربته الفريدة في قيادة الدولة والمجتمع حرصه والتزامه قضايا الجماهير باعتباره الضمانة الحقيقية لها.
وعلى هذا الأساس جسدت جماهير البعث والوطن إيمانها بالثلاثية المقدسة جيش وشعب وقائد من خلال صمودها وتلاحمها مع القائد والجيش في مواجهة أعتى حرب عدوانية شنت على قطرنا , هذه الثلاثية التي حمت وحصنت الوطن من غدر الغادرين كمنظومة اجتماعية وطنية .
واليوم في ذكرى ميلاد البعث العظيم نعي تماماً أن ماتم إنجازه من انتصارات متلاحقة في وجه الإرهاب التكفيري كان عصارة هذا التلاحم الأزلي جيشاً وشعباً وقائداً .
غالب طيباني