تحية الصباح..تأملات وإشراقات

ينشق جلباب الليل رويداً رويداً , فيولد الفجر , وتروح الغزالة شمساً عبر أنفاس الصباح , فتمد أناملها همسات من ضياء , وقد افترّت أنواراً ممراحة على محيا متسع الكون الرحيب , و أخذت بواكير الصباح تمد خطاها حراكاً في دنيا يتلمس أبناؤها كل خير .
ولعل أطباق النسمات عابقة برائحة الصباح المندى بوميض كل بهاء ومخزون إكسير الحياة في أبجديتها الأولى كفاف خبز ما دام في الأكف وقد استدار أرغفة طالما تغنى بها الأقدمون معيارية كياسة لحسناء تجلى وجهها قمراً مورداً لكأنه رغيف خبز لفحته حمرة تنانير الكد والعافية ما بين عناق بذار في حقول و أكوام زروع على بيادر , وأفراح غلال في مواسم عز وسعادة قطاف .
هو رغبة في استواء كل أمر أن يتقن توازي شكل على محتوى نضارة حذاقة في مهارة , وحذاقة أصالة في أداء فلا يداخل جمال مكانة أمر امتداد في زمان وتراجع في صناعة لأمر إجرائي خبرته إرادة الحياة مذ كان الإنسان ويكون .
يطل الصباح فيركن المرء إلى ارتشاف سلافة قهوة أو احتساء غيرها بما يوافق طبعه والمزاج , وفي هدوة السكينة تستيقظ تتابعاً سرديات تأملات وتأملات , ويروح بأحلامه الوردية لكأنها قناديل تعكس مرايا الروح على شفيف خيوط أنوار الصباح ما بين تداعيات ذاتية و أخرى موضوعية , وفي كلتيهما تنشد فرح الصفاء وقد أخذت زمزمات العصافير وبعض صداح أطيار تهزج من بعيد , ولربما من قريب ولا غرابة فأنت ما زلت في مطالع بواكير الصباح .
أجل تستفتحه رجاء وخيراً وطمأنينة بال وسرح تعاضد ما بين ماضيك خبرات وتجارب وصقيل ثقافة وتفهم تعرجات في مدارات تضاريس الدنيا ومسالك حياة فيناديك الصباح همة والقادمات من رأد ضحى وهاجرة وشمس أصيل وشفق وردي ترمي بناظريك على مطلول آفاقه وببصيرتك تتأمل كل قريب وبعيد , فيرتسم الوجد لظى لكأنه جمرات تسترحمها ثلاث الأثافي وقد اعتادت قدور عز لا تعرف قحطاً في مسارات الزمن الطويل ما بين ماضٍ وحاضر , وما قد يجود لك الزمان من قادمات مفردات حيثيات أسماء زمان تدرجاً أو مسطحات أمكنة ما بين هنا أو هناك .
يطل الصباح وتطربك الحياة امتلاء ظفر بأهل و أحباب يحثون الهمم صوب عوالم من إنتاج وسَعة عطاء , ونبالة أصالة في اتزان خبرة ومحاكاة عِبرة و إشراقة عمل في كل متسع وحيز وملعب ومضمار ما بين حقل أو مصنع أو مؤسسة أو دربة عمل لحرفة أو بيادر نور لحرف وفتوة شباب مداه القطوف الدانيات لعلوم وخبرات ومهارات عبر مؤسسات ومنشآت تعليمية تدرجاً و أبناء بلسمة ندوب أوقعها الزمان في صروف مواجع أنّات الحياة أملاً بسلامة وعودة إلى استقلاب صحة وعافية في حكمة الضمير الصاحي ونباهة المحتد الكريم في وعي كل حكيم .
يطل الصباح والطمأنينة فرح انتصارات لرجال الشمس في كل ساح وعلى الثغور إذ «من قاسيون أطل يا وطني » « وبلادي وحبك يا موجعي يعيش معي يا بلادي» .
فتخلد إلى قلعة صمود وصناعة عز وشهامة تاريخ وريادة وطن و إباء مواقف يكتبها عظماء الحاضر , ويدونها التاريخ لتغدو سورية الوطن كما عهدها الضمير الصاحي إرادة القيم في سمو كل شهامة .
يطل الصباح ودنياك آمال متكوثرة بعميم طيب على طيب مقاربة شميم عبق بنفحات بخور وبريق قول على عمل في لقاء إنسان بإنسان فيصير الحضور شمولية لوحة يرسمها نسج كينونة في إشراقة أسرة على امتداد وطن مداها أصباح متتالية كتائب أمواه من ماء نمير تقص الضفاف شدوها من بردى إلى الفرات فعاصي ودجلة وعيونها إلى قاسيون وجبهتها أسرة إلى الشمس ما امتد الوقار في اكتناز كل فخر و انتصار .

نزار بدور

المزيد...
آخر الأخبار