عدا ثلاث قصائد من ديوان الشاعر سمير عبد الله سلوم، فإن الخطاب الشعري موجه للحبيبة،ويكون الديوان ديوان غزل بامتياز أو لنقل ديوان (حب) لأن القصائد الوطنية الثلاث هي في عشق الوطن ..
وبهذا يتماهى (حب) المرأة وحب الوطن . .
يخاطب الشاعر سلوم ، في ديوانه الأول هذا، امرأة ما من لحم ودم وضوء وورود وخيوط شمس وقمر … امرأة تتلقى الخطاب الشعري المفعم بالأحاسيس والمترع بالمشاعر، دون أن ترد أو تقول شيئا ً ، هذا هو الديوان باختصار ، والجميل الذي يجذب القارىء فيه هو قصائده القصيرة الشفافة وعباراتها الأنيقة وكلماتها الرشيقة .
فالحب رمز الحياة ، والمرأة أهم مفرداته ، فهي تمنح البهجة والأمل من قصيدة (سيدة البنفسج) نقرأ:
/فاتنتي ترقص فوق الموج
تلبس فستانا ً من ورد
وأنا أغرق في عينيها
بين اللؤلؤ والمرجان ..
والشاطىء يعزف ألحاني
يتحول نايا ً تحت القدمين
وكمانا ً
حين تشعل كل مصابيحي
وتذيب شموعي …/
غير أن لحظات الهناء لاتدوم وأيام اللقاء تزول لسبب أو لآخر، ويكون البعاد الذي يعمل في القلب تمزيقا ً وشوقاً وجوى .. نقرأ من قصيدة / بساط الريح/ :
/ ودعتك
ورحت أجمع
ماتبقى من ليال
والقلب يرقص بين أحضان الحبيبة..
رحلت عنك جسدا ً
يتمزق كل يوم ألف مرة
ضائعا ً .. مشردا ً
كيف لي أن أصبح نورا ً /
وللغيرة عند الشاعر سمير عبد الله سلوم معنى ً آخر، فهو يغار من نفسه عليها .. من كلماته لها .. من مشاعره نحوها .. لقد آلمه الغرام وأضناه الهوى .. فهو يتماهى مع الحبيبة نقرأ من قصيدة /غيرة/ :
/تغار منك كل الورود
وأغار أنا من أحلامي
من لهفتي واشتياقي
وخفقات قلبي
أغار عليك من لحظة صمت
قد تبعد أفكاري عنك
في قصائده (وطني الغالي) و(مخاض أيدي ) و(احتراق الورد )يعلن الشاعر أن مؤامرات الدنيا لن تخضع سورية ، الشهداء والجيش والشعب .. وأن الوطن أغلى من كل شيء وقصيدته (احتراق الورد ) هي مرثاة لشهداء مدرسة عكرمة المخزومي ومنها :
/ماذنب طفل يئن؟
يتمزق أشلاء ً
يبقى الدفتر والقلم
وبقايا كلمات
بابا .. ماما … وطني الغالي /
هذا هو الشاعر سمير عبد الله سلوم وديوانه الأول الذي قدمت له الأديبة سميرة عواد بالقول : (يمنح الشاعر الحروف أجنحة وجذورا ً وأسبابا ً للبقاء .. قصائد هي ينبوع ثر في زمن العطش ) رسوم الديوان الداخلية وتصميم الغلاف للشاعر الذي هو فنان تشكيلي أيضا ً .
المزيد...