«بالانتماء والحوار نرتقي»… في ثقافي زيدل ..ثقافة الانتماء إلى الوطن مسؤولية عظيمة وممارسة وتطبيق للمبادئ والقيم
بدعوة من المركز الثقافي في زيدل قدمت السيدة فضة النعمة محاضرة بعنوان بالانتماء والحوار نرتقي بحضور جمهور من المهتمين ومتابعي الأنشطة الثقافية حيث أشارت في البداية إلى مفهوم الانتماء للوطن بأنه حالة الشعور بالانضمام إلى الوطن، وتكوين علاقةٍ ايجابيةٍ قوية معه، والوصول إلى أعلى درجات الإخلاص للوطن. بالسلوكيات الإيجابية التي يخلفها هذا الشعور حيث تجعل الإنسان شخصاً منتمياً، محباً، مخلصاً لوطنه، مدافعاً عنه من أي عدوٍّ و أسمى درجات الانتماء هي الشهادة .
ومن أشكال الانتماء الالتزام بالقوانين والقواعد السلوكية الانضباط في العمل, واحترام الرموز الوطنية، كالنشيد الوطني، والعلم، والاعتزاز بالوطن، واسمه، ورموزه، في الداخل والخارج. ومشاركة أبناء الوطن بأفراحهم، وأحزانهم.والحفاظ على نظافة الشوارع، والمرافق العامة. والمشاركة في الأعمال التطوعيّة والخيريّة التي تخدم المجتمع ,واختيار أسلوب الحوار الواعي في حلّ المشاكل التي تقع بين الأفراد والجماعات واحترام عادات وتقاليد وأعراف المجتمع.
أما أشكال عدم الانتماء للوطن فإنها تتجلى بالتمرّد على المجتمع. واللجوء إلى العنف في حلّ المشكلات. والخروج عن القوانين. وسرقة الأراضي، والاستيلاء على أملاك الغير. والتستر على المجرمين، والفاسدين. والتعاون مع العدو ضدّ مصلحة الوطن.
وتحدثت السيدة المحاضرة عن معنى الحوار وعن حاجة العرب إلى إعادة بناء ثقافة الحوار والقبول بالآخر وعن ثقافة الحوار رأت أنها: «هــي الثقافــة التــي يجتمــع فيهــا الأشــخاص لاستكشــاف حياتهــم واختلافاتهم وأحلامهــم. ويمكن أن يساهم كل وجــه مــن أوجه هذه الثقافة في تعلمهم معا وبناء علاقات صحية فيما بينهم وبين العالم والمساهمة أيضا فــي خلــق فرص أفضل لمستقبلهم المشرق ..وأضافت : لا يمكــن بنــاء ثقافــة حــوار بيــن ليلــة وضُحاهــا، إنّمــا هــي نِتــاج للعديــد مــن الأنشــطة والمُبادرات الناجحة طويلة الأمد في المجال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ..وتمكن معايير الحوار الناجحة المجتمعــات مــن توصيــل أصواتهــم وجعلهــم جزء من عملية صنع القرار . كما إن المزايا التي تجنيها المجتمعات من مثل هذه المبادرات الناجحة تساهم بمرور الوقت في تحقيق ثقافة الحوار البناء المثمر. حيث قالت انه سمة من سمات المجتمعات المتحضرة والأداة الفعالة التي تساعدهم على حل المشكلات الصعبة وتعزيز التماسك الاجتماعي. والحوار يعطي الفرصة لطرح الآراء المختلفة ولابد في المقابل من الاستماع لها، وهذه الفرصة هي حقٌ لجميع الأطراف ذات العلاقة دون تمييز إلا ما تمتاز به وجهة النظر أو الرأي بعد طرحه من قوة في الاستدلال والمنطق. حسن الاستماع هو جزء ضروري من عملية الحوار، ليظهر كل من الأطراف صدق انتمائه للوطن ،وتحدثت عن آداب الحوار… ومن يتمتع بها ؟ و حسن الكلام التعبير بلغة بسيطة غير ملتبسة ولا غامضة و المرونة في الحوار وعدم التشنج و البُعد عن التناقُض في الردِّ على أقوال الآخر وأن يكون الهدف الوصول للصواب، وليس الانتصار للنفس و التواضُع بالقول والفعل و الإصغاء وحُسن الاستماع.و الموضوعية في الحوار.
كما تساءلت على من تقع مسؤولية تكريس ثقافة الانتماء والحوار؟ ووجدت أن ثقافة الانتماء إلى الوطن مسؤولية عظيمة وليست شعارا وإنما ممارسة وتطبيق للمبادئ والقيم تقع على عاتق عدة جهات ومنها أولياء الأمور، من آباءٍ وأمهاتٍ ،التربية السليمة للأطفال منذ منشأهم؛ لأنّ الانتماء الأول يبدأ من الانتماء للبيت والأسرة. والمؤسسات التربوية كالمدارس والجامعات، هذه المؤسسات التي تعتبر معهد للتثقيف العلمي والإعداد التربوي والاهم من ذلك تعتبر مصنع تعد فيه شخصيات المستقبل، لذا تقع على عاتقها مسؤولية تهيئة المتعلمين وتأصيل الانتماء، والاقتداء بالعظماء من الرموز الوطنيّة، في حبهم وانتمائهم للوطن. لأن تنمية هذه الثقافة يترتب عليها الكثير من السلوكيات الإيجابية فتنمي لدى المواطن الشعور نحو الانتماء الوطني وتجسيده في صورة سلوك يدعم بناء الوطن وتقدمه..
وأشارت إلى المناهج التعليمية ودورها في تعزيز الانتماء الوطني حيث وجدت أن التربية من أجل المواطنة هي من مقومات المناهج التعليمية الحديثة، وتهدف إلى تنمية روح الانتماء عند الطالب في التعليم العام والعالي، وتزويده بالمعارف والمهارات والقيم والاتجاهات الإيجابية التي تعده للاندماج في نسيج مجتمعه، والمشاركة في كل المسؤوليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بما يُحقق صالح الوطن والمواطن ويجلب التقدم والازدهار. وختمت محاضرتها بالقول :سورية تستنهض حكمة الكهولة وعنفوان الشباب وبراءة الطفولة لتعميق التسامح والإخاء واللحمة الوطنية لينبت قمح الوطن بالأمان والسلام سنابل محبة وطنية وتشرق شمس الوفاق بالحوار والانتماء لسورية .
عبد الحكيم مرزوق