كل يوم نمني النفس بأن يكون القادم أجمل… كل يوم نضاعف مقدار سعينا علنا نحصل لقمة العيش… وفي كل يوم خيباتنا تتوالى وعجزنا يزداد… الغلاء لا يرحم و”الماعاش” لا يكفي عدة أيام رغم سياسة شد الأحزمة المتبعة… عشرات الأصناف من المأكولات هجرتنا إلى غير عودة… عشرات بل مئات الطلبات من أولادنا نعجز عن تلبية واحد منها… وللأسف الحديث ليس إلا عن أمور أساسية لتحقيق كفاف العيش… فلم اقترب بحديثي على اللحوم والأسماك و الملابس الجديدة أو النزهات أو حتى الواجبات الاجتماعية… ضائقة اقتصادية تلف أعناق الأغلبية ترمي بثقل ظلها على السواد الأعظم الذي يعتمد على راتب تنهشه الفواتير قبل وصوله إلى الجيب.. أحاديث باتت غريبة عن طقوس رمضانية كانت قيد التنفيذ بقلة حتى العام الماضي لتسجل غيابها بشكل كامل هذا العام… حيتان الأسواق لا تشبع وتدابير أرباب الأسر لا تسعف.. وقضايا الفساد وهروب أشخاص خارج البلاد محملين بما استطاعوا سرقته من أفواه أبنائنا..
ويبقى الأمل معقود على الخير في نفوسنا… نحن اليوم بأشد الحاجة للاستعانة بمخزوننا الذي لا ينضب من محبة الغير والمساعدة مهما قلت قيمتها فهي خير…
هنادي سلامة