تحية الصباح.. لقاء مع الجاحظ..!!

أعترف بداية أن الرجل لم يكن يهمني في شيء ولم أكن أحفظ سوى عناوين كتبه ماعدا كتابه البيان والتبيين ليس في مكتبتي كتاب آخر له ولعلي لم أكن لأبتاعه لو لم يأتني هدية معه  مجموعة من الكتب قبل ثلاثين سنة ونيف ..!!.

وخلال استعراضي للكتب لم أقرب الكتاب  غير أنني ذات ليل قبل سنتين ، قابلت الجاحظ وجهاً لوجه ، فعاتبني  وعاب علي عدم الاهتمام  به وبكتابه المركون في المكتبة إلى جانب كتب عديدة  وقال لي معاتباً ” البحتري وأبو تمام وابن شداد والمؤرخ ” ليسوا أفضل مني ولا أشهر مع تقديري لهم .. فما بالك لا تكترث بي ..!!”

واستيقظت  من حلمي ، وفي ذلك  اليوم ، تناولت ” البيان والتبيين” فاستمتعت به وأفدت منه وأعجبت بقول صاحبه :” الكتاب هو الذي إذا نظرت  فيه أطال متاعك وبسط لسانك وجود  بيانك وفخم ألفاظك وأنجح نفسك وعمر صدرك ومنحك تعظيم العوام ، وعرفت به في شهر مالا تعرفه من أفواه الرجال في دهر ” أي في سنة” إنه خير جليس وأنيس”.

الجاحظ لقبه أما اسمه فهو أبو عثمان عمر بن بحر بن محبوب الكناني البصري ” 159-255هـ” ومن كتبه ” الحيوان ، البخلاء، كتاب المعرفة ”  وغيرها .

ولما سألته عن كتابه البخلاء ضحك ضحكة خافتة وقال : إ نه عمن رأيتهم وتعاملت معهم ، أو سمعت عنهم ، ولا أعرف لماذا لهذا الكتاب صدى لا يزال حتى يومكم هذا، ربما لأنه ساخر وفيه أحداث شائقة “.

غير أن السؤال الأهم الذي لم يقبل الإجابة عليه هو أن بعض المؤرخين والباحثين يقولون إنه تزوج والبعض الآخر ينفون ذلك ..

فقد ضحك واعتذر عن الإجابة قائلاً : “إن هذا الاختلاف في التحليل والرأي يكسبني شهرة وليس في مصلحتي  أن ينتهي ..!”

والواقع أن بعض الكتب تقول إن امرأة حسناء جاءت إليه بعدما ذاع صيته في البصرة مولده وموطنه فسألها عن حاجتها فأجابت “أريد الزواج منك!” فاستغرب ذلك وأجابها ” أنا المرء الدميم الداهية وأنت الحسناء الرعناء فكيف يكون هذا فأجابت المرأة :” أريد  أن يكون أولادنا في جمالي وأن يكونوا في ذكائك ودهائك !!”.

ويقال إنه تزوج ورزق منها بولد واحد .

غير أن بعض الباحثين يروون أنه لم يتزوج …

ولما سألته عن اهتمامه بذلك أجابني قبل  أن يختفي وأكتشف أنني كنت في حلم :” القلوب تمل كما الأبدان ولابد من ابتغاء الحكمة والكلام الذي يهز القارئ أو السامع ..!!”.

السؤال المهم الذي كنت أود أن أطرحه عليه  هو عن حقيقة وفاته عام 868 م عن عمر ناهز الخامسة والتسعين عاماً .. هل وقعت عليه الكتب فأماتته أم أنه مات بالفالج كما يقولون؟!

عيسى إسماعيل

 

 

المزيد...
آخر الأخبار