يتعرض العمال في مواقع عملهم إلى إصابات مختلفة ، فمنها ما تكون ناتجة عن العمل لمدة طويلة وتأثر العامل بالروائح التي تصدر أثناء التصنيع أو الإنتاج وتتراكم هذه الروائح لتشكل مع الزمن إصابة مؤذية للعامل ، كما هو حال الذين يعملون في المطابع ويستنشقون الرصاص الذي يتراكم مع الزمن دون أخذ الأغذية الداعمة أو الأدوية التي تخفف من تلك الإصابات أو تمنعها .
وكذلك الذين يعملون في المواد الكيميائية أو مصانعها أو الذين يعملون في المزارع ويقومون برش المبيدات الحشرية باستمرار دون أخذ عوامل الحيطة والحذر .
إضافة إلى أن بعض الإصابات تكون مباشرة كقطع أصابع العامل أو إحداها وقد يكون قطع الكف ، أو هرس القدم أو كسرها والتعداد يطول .
ولإلقاء الضوء على أهمية السلامة المهنية وضرورة الوقاية منها التقت العروبة المثقف الصحي راتب ابراهيم الذي تحدث عن هذا الموضوع بقوله :
المشاكل الصحية المهنية هي الأمراض والإصابات التي تحدث للعامل في وظيفته نتيجة العمل الذي يقوم به، ويُعنى بالسلامة والصحة المهنية: حماية العمال من المخاطر ومنع حدوث الإصابات والاعتلالات الصحية والأمراض والحوادث والوفيات المرتبطة بالعمل.
و وفقا لمنظمة العمل الدولية، فإن مليونين من الرجال والنساء يتوفون سنويا نتيجة الحوادث المهنية والأمراض المرتبطة بالعمل. ويقع في العالم سنويا نحو 270 مليونا من الحوادث المهنية و160 مليونا من حالات الإصابة بأمراض مهنية، وتكلف الحوادث والأمراض المرتبطة بالعمل 4% من الناتج المحلي الإجمالي في العالم.
الأمية ترفع معدلات الإصابة
ويقول إبراهيم :إن معظم الحوادث والأمراض المرتبطة بالعمل في الصناعات الأولية -كالزراعة وصيد الأسماك وقطع الأشجار والتعدين والبناء- تحدث في البلدان النامية. وتلفت المنظمة إلى أن انخفاض معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة والتدريب الضعيف على أساليب السلامة، تؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات جراء الحرائق والتعرض لمواد خطرة، وتؤثر -ضمن جملة أمور أخرى- على العاملين في القطاعات الرسمية وغير الرسمية .
ومن الأمثلة على إصابات العمل:
-الكسور والرضوض.
-فقدان الأطراف.
-مشاكل السمع الناجمة عن التعرض للضوضاء.
-مشاكل البصر.
-الأمراض الناتجة عن استنشاق أو لمس أو بلع مواد سامة .
-المرض الناجم عن التعرض للإشعاع .
-التعرض للجراثيم والعدوى في مرافق الرعاية الصحية كالمستشفيات والمصحات والمراكز الصحية.
اضافة للاصابات المزمنة كتأثر القدرة البصرية واصابات العمود الفقري نتيجة بعض وضعيات العمل لفترات طويلة .
أرقام عالمية
يتوفى كل يوم خمسة آلاف شخص وسطياً، نتيجة الحوادث أو الأمراض المرتبطة بالعمل. يتعرض العاملون لحوالي 270 مليون حادث مهني سنويا (مميت وغير مميت)، وثمة حوالي 160 مليون حالة مرضية مرتبطة بالعمل. وفي حوالي ثلث هذه الحالات، يؤدي المرض إلى ضياع أربعة أيام عمل أو أكثر. هناك نحو 355 ألف حالة وفاة أثناء العمل سنويا. وتشير التقديرات إلى أن نصف هذه الحالات يقع في الزراعة، وهو القطاع الذي يضم نصف قوة العمل في العالم. ويعد التعدين والبناء والصيد التجاري قطاعات أخرى تنطوي على مخاطر كبيرة.
تكاليف باهظة
4% من الناتج المحلي الإجمالي في العالم يضيع نتيجة لتكاليف الإصابة والوفاة والمرض، من خلال التغيب عن العمل وعلاج المرض والإعاقة. ويزيد معدل الفاقد في الناتج المحلي الإجمالي بسبب تكلفة الوفيات والأمراض في قوة العمل بمقدار عشرين ضعفا عن مجمل المساعدة الإنمائية الرسمية المقدمة للبلدان النامية. ويموت 12 ألف طفل سنويا أثناء العمل. وتقتل المواد الخطرة 340 ألف عامل سنويا، ويحصد الأسبستوس وحده أرواح مئة ألف شخص.
أمراض القلب والأمراض المرتبطة بالعمل
وعن أمراض القلب والأمراض المرتبطة بالجهاز العضلي والهيكل العظمي قال المثقف الصحي :
تشكل أمراض القلب والأمراض المرتبطة بالجهاز العضلي والهيكل العظمي وحدها أكثر من نصف التكاليف الناجمة عن الأمراض المرتبطة بالعمل. يعد مرض السرطان أكبر سبب للوفيات المرتبطة بالعمل، وهو مسؤول عن 32% من تلك الوفيات. تشير الأبحاث إلى أن ما بين 50-60% من جميع أيام العمل المهدرة في أوروبا مرتبطة بالتوتر الناجم عن ضغوط العمل. أعلنت منظمة العمل الدولية يوم 28 نيسان -وهو اليوم الذي أعلنته حركة النقابات العمالية في العالم بذكرى ضحايا وفيات وإصابات وأمراض العمل- يوما عالميا للسلامة والصحة المهنيتين، مع التركيز على تعزيز ثقافة السلامة والصحة في أماكن العمل عبر العالم. ووفقا لمنظمة العمل، تبدأ الوقاية من الحوادث والأمراض المهنية على مستوى المنشأة وتتطلب مشاركة من جانب الحكومات ومنظمات العمال وأصحاب العمل. وتضيف المنظمة أن مشاركة العمال وتنفيذ إجراءات تنظيم العمل وتقديم التدريب والمعلومات للعمال وأنشطة التفتيش، تعد أدوات مهمة لتعزيز ثقافة السلامة والصحة. وتنهض إدارة المنشأة والتزامها بدور رئيسي، إذ ثبت أن الشركات التي تتبع نظما لإدارة معايير السلامة والصحة المهنيتين تحقق نتائج أفضل من تلك التي تفتقر إلى هذه النظم. كما تؤكد المنظمة أن مفتشي العمل الحكوميين يضطلعون بدور رئيسي في أنشطة الدعوة والإبلاغ والرصد، وكذلك في كفالة الالتزام بالمعايير الرئيسية لمنظمة العمل الدولية على أساس اتفاقيات العمل الآمن.
الصحة والسلامة المهنية محلياً
اما محليا فان موضوع الصحة والسلامة المهنية لم يأخذ حقه في الاهتمام بالشكل اللازم وذلك للاعتبارات التالية :
_ عدم ايلاء الامر الاهتمام الكافي من الجهات العامة والخاصة واللجان النقابية _ عدم التزويد الكافي والملائم لوسائل الحماية من الاصابات المهنية _ سوء بيئة العمل كمساحة وتهوية واضاءة وتدفئة ومخارج نجاة _ ضعف وعدم موثوقية المعلومات المتاحة بسبب خلل في آلية التوثيق وعدم دقة ارقام دائرة اصابات العمل لدى الشؤون الاجتماعية بسبب استخدامها بشكل غير سليم من قبل بعض العمال للحصول على تعويض . ويبقى اثارة اهتمام كافة الجهات العامة والخاصة واللجان النقابية حول اهمية الحماية من اصابات العمل واجب وطني وانساني لما تسببه تلك الاصابات من مشاكل انسانية واجتماعية واقتصادية .ممكن تلافيها او الحد منها بأساليب بسيطة ومتابعة دائمة .
جنينة الحسن