اختبار تايلند…

أعادت مباراة منتخبنا الأول أمام منتخب تايلند في ختام الدورة الودية المسماة باسم ملكهم في نسختها الخمسين،المنتخب السوري إلى حجمه الطبيعي ،وأعادت النسخ السابقة أمام اليابان وكوريا الشمالية إلى الأذهان ،دفاعيا وهجوميا كان المنتخب لاشيء، حاول الدفاع في مواجهة هجوم قوي ومنظم ويلعب على أرضه وفشل،أما هجوميا فقد كانت الصورة أدهى وأمر.

أعتقد أن لا أحدا  يستطيع وضع اللوم على المدرب الإسباني الذي اضطر أن يلعب المباراة بهذه التشكيلة التي للأسف أبرزت تراجع اللاعبين وفي مختلف المراكز،ولعنة الإصابات هي من أجبرت خوسيه لانا على اختيار هذه التشكيلة التي لم تقو على الصمود أمام سرعة تحرك المنتخب التايلندي،ولم تستطع الحد من خطورة هجماته التي تعملق الحارس لوحده في مواجهتها ولولا براعته كانت النتيجة كارثية .

هي مباراة ودية ونحمد الله إنها كذلك،وهي أعطت المدرب القدرة على استبعاد من يراه غير أهل في القادمات إذا ما أراد فعلاً أن يبني منتخبا قوياً.

الاعتماد على المغتربين من الأمور اللافتة والجيدة لتكون نواة حقيقية كونها تلعب في دوريات عالية المستوى بالنسبة لدورينا المتهالك،ولكن لايعني ذلك أن يكون الاعتماد مطلقا ولابد من تأهيل لاعبين سوريين من داخل الوطن بشكل مدروس من المواهب الشابة في المنتخبات الصغيرة كما فعل المدرب الإسباني في بلاده،ونعتقد أنه سوف يختار هذا الطريق لتحقيق الأهداف وكل المنتخبات تفعل هذا الشيء حيث تختار المواهب وتصقلها لتنضج في المنتخبات الأولى وهنا مكمن القوة.

بالتأكيد سوف نسمع ويسمع المدرب الانتقادات من هنا وهناك على أنه لم يغير شيئا ،ومثل هذا الكلام من المبكر الحديث عن إمكانيات المدرب الذي جاء إلى سورية ولايعلم أي شيء عن اللاعبين الذين قدمهم اتحاد اللعبة وهو يقوم بالتجريب كي يصل إلى ما يريد وهذا يحتاج إلى وقت وجهد وعمل جدي ليطور كرتنا التي اتضح خلال السنوات الماضية أنها بعيدة كل البعد عن شيء اسمه التطور والنهوض.

وما نعانيه وأصبح مزمناً ،اللياقة البدنية،وأبسطها القدرة على الركض طيلة زمن المباريات وهي من الأساسيات في كرة القدم،و كان الاهتمام بالإعداد البدني شكليا وهذا الذي يضعف قدرتنا على مواجهة المنتخبات التي تتميز بالسرعة كمنتخبات شرق آسيا.

سورية لديها الكثير من المواهب التي غابت أو غيبت عن وصولها لمرحلة النضج لأسباب مختلفة ولغايات شخصية ربما،ولابد من الاهتمام بهذه الثروة الحقيقية ورعايتها من أجل سورية والكرة السورية.

عادل الأحمد

المزيد...
آخر الأخبار