للعناقيدِ في شهر تشرينَ طعْمُ
انْتِظارِ النّبيذِ إذا رَقَّدَتْهُ الخوابي
ولِتشرينَ لُطْفُ الخُمارِ الشّفيفِ
على لَذْعِ أَنَّ الحنينَ هوىً
في الإيابِ
ولِتشرينَ صَبْوَةُ أنَّ الخريفَ
يُغادرُ أوْراقَهُ جَهْرَةً
حاملاً مالَدَيهِ منَ النُّقْلِ
إلى ليلةٍ
رَتَّبَتْها اليواقيتُ في
ليلِ آبِ
ولِتشرين حينَ اكْتِمالِ المآلاتِ
في دَوْرَةِ البَدْرِ فَوْقَ البوادي
تَراتيلُ أنّ المياهَ
صلاةُ السّرابِ
ولتشرين نَسْمَةُ أنَّ السّنونو
يعودُ إلى قَشَّةٍ في الغيابِ
ولتشرين فيكِ وفيَّ من اللّمْحِ
أنّ الخيوطَ تَحِنُّ إلى أَنْ تُطَرَّزَ
في هَيْنَماتِ الثّيابِ
تَتَوَشّى
فينْسَرِبُ اللّوْنُ في حانياتِ
القناديلِ جذلى
فَعَيْنٌ لِعيْنٍ
ورِحلةُ طيْرٍ بِفِتْنةِ غابِ
ولِتشرين دفء المَواقدِ تَرنو
إلى الكستناء
ولِتشرين أنّكِ فيهِ افْتِتانُ
الحروف بما قد يجيْ
بِذاكَ الكتابِ
ولِتشرين بعض ُ الغموضِ
الذي في النّبيذ
وأنّكِ فيه
وأنّيَ فيهِ على آخِرِ السّطرِ
أدعو إلى قهوةٍ
في البياضْ
مُدْرِكاً عُمْقَ هذا المَخاضْ
ربّما اشْتَعَلَ اللحنُ عَفواً
ولم يَتَقَصّدْ غوايات لحنٍ
تنوحُ على حُرْقَةٍ
في الرّبابِ
ربّما ، لستُ أعني سوى
( ربّما) أنّني حينَ فاجأني
ريحُ تشرين من جهةِ القلبِ
أَغْلَقْتُ كلَّ النّوافذِ فيهِ
وأَغْفَلْتُ بابي !!
ربّما
لستُ أِعْني سوى ربّما لم
أَكُن خارجَ اللّهبِ المُستَبِدِّ
وَمَن يُعطَ نِعْمةَ أنْ يتقرّى
يَشمِّ الشّياطَ الذي
في إهابي
1- دورة البدر إشارة إلى اكتماله
ومَن يشهد البدر مكتملاً في
في البادية في شهر تشرين يوافق
على أنّ له سحراً خاصاً.
عبد الكريم الناعم
المزيد...