لم يكن هناك أي خلاف نقدي حول رومانسية الشاعر الكبير نديم محمد فقد اختلف النقاد على مواضيع كثيرة في شخصيته الأدبية والمجتمعية لكنهم اتفقوا على رومانسية هذا الشاعر الفذ الذي لم يأخذ حقه من الدراسات النقدية لأسباب عديدة رغم أن نتاجه الشعري جميل وغزير وحياته مليئة بالأحداث والدراما…
بهذه المقدمة العفوية بدأ الدكتور وليد العرفي محاضرته المعنونة بـ :”الرومانسية في شعر نديم محمد”ورأى أن الرومانسية هي محاولة تغيير الواقع فإن لم يستطع الشاعر ذلك يلجأ للطبيعة والمرأة ،وشاعرنا نديم محمد معدنه الألم فلا شيء يصنع الشاعر كالألم وهو من أهم سمات الرومانسية ،وقد أصدر ثلاثة دواوين شعرية عنونها بـ “الألم واحد والألم اثنان والألم ثلاثة” ثم أصدر “فراشات وعناكب” وكان يصف نفسه بأنه عجين النقيضين المأساة والملهاة رغم أن والده كان من الأثرياء وأرسله إلى فرنسا لمتابعة دراسته , لكن الشاعر كان شغوفا بالشعر ولديه نتاج شعري في هذا الموضوع بعنوان” الشلحاويات”.
ويضيف الدكتور العرفي: إن وصف الريف والفلاح من أهم سمات الرومانسية في شعر نديم محمد وهو يصف تفاصيل كثيرة فيرسم لوحة فنية جميلة عن وجه فلاح متعب فقد كان يرسم بالكلمات على حد تعبير نزار قباني.
ورأى أن الجنة هي المرأة عندما كان عاشقا وعندما تركته حبيبته لتتزوج من آخر صار يصف المرأة “بالحية” ولم يتزوج بعدها قط ،وكان يرى نفسه تارة شيطان الشعر وتارة ملاكه ،وكان متفائلا رغم سواد الواقع ،ولعل الذاتية من أهم عوامل الرومانسية في شعره.
وذكر العرفي أن رسالة الماجستير التي أعدها سابقا عن شعر نديم محمد “من باب اللسانيات” , وتمنى على طلاب الدراسات العليا تناول تجربة هذا الشاعر فقد أشبعت الأسماء المعروفة من الدراسات النقدية وهناك تجارب عديدة لم تأخذ حقها من النقد.
وفي نهاية المحاضرة أجاب الدكتور العرفي على تساؤلات الحضور في مساء أيلولي هادئ.
متابعة :ميمونة العلي