ترعرعت موهبته ونمت في أحضان الطبيعة… شاعر الأغنية الشعبية والزجل شلاش الضاهر : الشعر الفصيح والمحكي الحامل للموروث الأدبي
شاعر الأغنية الشعبية والزجل ..كتب للوطن والأرض كما كتب للمرأة بأجمل التعابير فأبدع… إنه الشاعر شلاش الضاهر من قرية الشرقلية التي تقع في ريف حمص الغربي وفي أحضان الطبيعة الخلابة وعلى وقع أغاني الأعراس والمناسبات الوطنية نمت وترعرعت موهبته في حب الشعر والغناء ونضجت في أحضان مفردات أيامها وروعة سهولها وتلالها وغلال حقولها وبيادرها حيث شكلت مفرداته التي أصبحت فيما بعد دواوين شعر وكلمات أغان…
و كان لقريته مكانة كبيرة في دواوين الشعر التي كتبها, فحبها مرتبط بقلبه و إن ارتباطه بالأرض التي ولد فيها ارتباط الوليد بأمه ومن هذه القصائد قصيدة بعنوان الشرقلية في ديوان ( أضمومة ياسمين ) يقول فيها : فوق الثرى مثل الثريا قريتي/ وطن البلابل والأيائل والصقور / يكفي بأن صديقها يدعى القمر/ والشمس حين تزورها ترتاح من هم السفر..
و تأثر في بداياته بالمتنبي وسليمان العيسى وبدوي الجبل وبدر شاكر السياب..
وكما كانت الأرض حاضرة بقوة في شعره حضر الوطن بشكل أوثق ولم يغب من سماء أشعاره الذي أسرج قوافيه في محبته المخضبة بالعطر والحناء….
وانطلاقا من عشق الأرض إلى عشق الوطن مرورا بعشق المرأة حدثنا قائلا: كان للمرأة ما يكفي من الحضور على بيادر الشعر كون المرأة هي الأم والأخت و الزوجة وهي جارة الأرض وخلاصة الحياة لدى الشاعر يستمد من مفاتنها الكثير من مفردات شعره… فالشاعر في غزلياته لا يستطيع هجر المرأة أو البعد عنها.
وحول إصداراته الشعرية قال: لدي ثلاث مجموعات شعرية الأولى بعنوان “أكثر من ضوء وأبعد من فضاء”، الثانية بعنوان “أضمومة ياسمين”، والثالثة بعنوان “نقش على جدار الأنثى) و هناك مخطوطتان من الشعر أيضا.
و فيما يتعلق بالأغنية علمنا أنه بدأ بكتابتها مبكرا حيث قال: في نهاية المرحلة الابتدائية شعرت بميل شديد للغناء متأثرا بالموروث الشعبي منه والذي كان حاضرا في الأعراس وحلقات الدبكة التي كانت تعقد في ساحة القرية وفي المناسبات الوطنية… والأغنية شيء جميل جدا علينا أن نوفر لها مستلزمات استمرارها وتألقها وهذا ما عملت عليه منذ بداياتي في كتابتها فنجحت وأخذت مكانتها من خلال الفنان عادل خضور وبعض المطربين الذين اخذوا عنه منذ أكثر من ثلاثين عاما وعبر مئات الأغاني التي لامست مشاعر ووجدان محبيها وجمهورها…
كما كان للأغنية الوطنية مكانة بارزة في شعري وخاصة خلال المؤامرة التي حيكت ضد بلدنا الغالي سورية حيث كتبت أكثر من خمسة عشر أغنية وأغلبها تم تسجيلها لصالح التلفزيون العربي السوري , و فازت إحداها بالميدالية الذهبية في المهرجان الدولي العاشر للأغنية المقاومة المنعقد في بغداد عام /٢٠١٦ / وهي أغنية “وطن الأبطال” من إنتاج التلفزيون العربي السوري وغناء الفنان سومر الصالح.
أما عن رأيه بالشعر الفصيح والمحكي قال : هما خزانة الموروث الأدبي عبر التاريخ ولكل منهما مكانته التي يشار لها بالبنان وبالتالي هي الحامل لما حدث في الماضي و الذي سنورثه للأجيال القادمة.
وحول دور الإعلام في نشر الشعر و إيصاله لأوسع شريحة قال: للإعلام دوره البارز …إلا أننا نعيش في فضاء مفتوح عبر مواقع التواصل الاجتماعي و أي شخص يستطيع أن ينشر ما شاء له دون رقابة وهذا أحد أسباب تراجع الشعر وخاصة الشعر الغنائي حيث غابت مقوماته الأساسية فقد كان للعتابا مكانة كبيرة وهي واحدة من الفنون الشعبية ومن خلالها حاولت إيصال ما كنت أطمح إليه في التعبير عن حب الوطن والمفردات اليومية التي أعايشها بشكل عام في الغزل وحب الطبيعة والناس, كما أن للزجل حضور في قصائده الزجلية .
حاورته: عفاف حلاس