الواسطة كلمة سيئة السمعة لأنها ارتبطت بمعنى التجاوز بمساعدة أصحاب النفوذ ..لكنها بغير هذا المعنى ضرورة من ضروريات الحياة فإذا أردت شراء عقار فإنك تلجأ إلى مكاتب الوساطة العقارية وإذا رغبت في خطبة فتاة فتتوسط الأهل والمقربين في طلب اليد ….حتى معاملاتك الخاصة فهناك من يتوسط من معقبي المعاملات بما لديه من خبرة في الأوراق والطوابع فينجزها بوقت أسرع ووجه أكمل .
كلمة واسطة تربعت على عرش التكنولوجيا بعنوان وسائط التواصل الاجتماعي التي خلقت عالماً جديداً من العلاقات والصداقات .. حتى أصبح كل فرد من أفراد البيت غارقاً في عالمه الخاص مع جهازه الخلوي فإذا أردت أن تكلم احدهم فإنك تحتاج لمن يتوسط لك حتى يرد عليك الشخص الآخر خارجاً من عالمه الخاص فصديقته في اندونيسيا اقرب إليه في تبادل الحديث ممن يشاركه الجلوس في مقاعد البيت ..
الواسطة أو الوساطة دليل مساعدة أفراد المجتمع لبعضهم البعض ووسائط النقل عبارة قديمة حديثة وهي مختلفة السرعة والرفاهية، فالطائرة أسرع من القطار والسيارة أسرع من الأقدام …وأجدادنا سابقاً كانوا يستخدمون الحمار في تنقلاتهم والحمار واسطة غير جيدة ،إذ عليك أن تطعمه باستمرار وقد «يحرن» كما يقال في العامية و يأخذك إلى حيث لاتريد وعندها عليك أن تغير واسطتك في التنقل وإلا لن تصل إلى مبتغاك .
يوسف قاسم