بعد كل ما حدث ، هل يبدو خبر نيّة الملكة العربية السعودية تخصيص جزء من أراضيها لإنشاء قاعدة عسكرية إسرائيلية غريباً وغير مستهجن، فما قامت به مملكة الرمال خلال السنوات الماضية يشير إلى أنها من حيث الشكل عربية ومن حيث المضمون عبرية وينبغي أن تحذف كلمة العربية من اسمها لأنها لم تعد تمت للعرب بصلة وأصبحت علاقتها مع الكيان الإسرائيلي المحتل شبه علنية ولم تعد ورقة التوت التي كانت تستر عورتها بها موجودة حيث بدت أكثر قباحة من ذي قبل بعد أن أظهرت عداوتها العلنية للعرب وبعد أن حولت البوصلة باتجاه مختلف تماماً فأصبحت حسب الدماغ السعودي عدوة للعرب وقضيتهم المحورية فلسطين، ولم يعد الكيان الإسرائيلي هو العدو بل أصبحت إيران هي العدوة ..
هذا التحول لم يكن وليد يوم وليلة بل عمره عشرات السنين فبعد أن كانت علاقات المملكة سرية أو شبه سرية بدأت تظهر للعلن من خلال السياسات المؤيدة للكيان الإسرائيلي وكلنا يذكر أن السعودية كانت مؤيدة للكيان الإسرائيلي في حرب تموز 2006 وفيما بعد ظهرت وتوضحت المواقف بالأفعال من خلال انغماسها بمؤامرة ما يسمى ثورات الربيع العربي التي طالت عدداً من الأقطار العربية التي تم إسقاط أنظمة الحكم فيها لإحلال الفوضى والقتل والتدمير مكان الأمن والاستقرار الذي كان سائداً كرمى لعيون الكيان الإسرائيلي الذي كان يتحرك في الخفاء مع ربيبته الولايات المتحدة الأمريكية التي وضعت تلك السيناريوهات ودعمتها وخططت لها بتمويل قطري سعودي لأن سياسة الغرب في الوطن العربي تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ كي تبقى كل الدول العربية ضعيفة منهكة غير قادرة على الوقوف في وجه الكيان الإسرائيلي وقد بدت بصمات الكيان الإسرائيلي في أعمال القتل والتدمير عبر المرتزقة الذين أتوا بهم من كل أصقاع العالم وبتسميات مختلفة وكلها أفراخ الإرهاب التي شاركت بتنميتها ورعايتها الدول الاستعمارية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والمجموعات الوهابية التي دعمتها السعودية وأرسلتها إلى سورية كي تمارس إرهابها وقتلها وتدميرها للبشر والحجر لأن سورية تحمل لواء المقاومة وتنادي بعودة الحقوق المغتصبة لأصحابها وتحرير فلسطين المحتلة من براثن الكيان الإسرائيلي وإضعاف سورية لا يخدم سوى الكيان الإسرائيلي ولذلك فقد أصبحت السعودية إسرائيلية بامتياز من خلال تحقيق أهداف الكيان الإسرائيلي باضعاف سورية ومحور المقاومة الذي يقف شوكة في حلق المشاريع الأمريكوصهيونية .
ولذلك فإن منح السعودية جزء من أراضيها لإنشاء قاعدة عسكرية إسرائيلية لم يعد مستغرباً لأن السعودية خلعت عنها لباس العروبة وارتدت بدلاً عنه لباس الخيانة والتآمر والقتل والتدمير وأصبحت وحشاً مفترساً يخدم تلك السياسات الإسرائيلية وتلك الخطوة تؤكد تطور وعمق العلاقات التطبيعية بين كيان الاحتلال الإسرائيلي ونظام بني سعود حيث كشفت تصريحات خاصة بموقع الخليج اون لاين عن وجود اتصالات سرية بين الرياض وتل أبيب من أجل التوصل إلى اتفاقية عسكرية جديدة تفتح أبواباً كانت في السابق مغلقة ويصعب الاقتراب منها وتدخل كيان الاحتلال في عمق المنطقة العربية وهي خطوات تبدو مرسومة بعناية للانقضاض على الخليج العربي وجعله منصة لمهاجمة إيران حيث تتجه عين الاحتلال صوب الأراضي السعودية للحصول على أرض تشبه مطار عسكري مغلق من أجل أن تحط طائراته الحربية والسماح لها بالتزود بالوقود وكي يكون مقراً لإقامة الجنود الإسرائيليين ووضع أجهزة مراقبة ورادارات تجسس خاصة بأمن المطارات العسكرية وهذا الكلام خطير وغير مسبوق ولم تجرؤ أي دولة عربية على القيام به وهذا يعني أن السعودية ستكون محمية إسرائيلية مستقبلاً وهي التي ستحمي أمنها وتبتزها وتسرق نفطها ومالها فلا يكفي الابتزاز الذي تتعرض له من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها دونالد ترامب الذي يعتبرها بقرة حلوب ستذبح بعد أن يجف ضرعها وسيكون الكيان الإسرائيلي أيضاً داخل لعبة الابتزاز والسرقة والإرهاب مستقبلاً. وعلى هذا فإن الرياض ستمنح للكيان الإسرائيلي الأرض التي ستكون مهمة استراتيجياً وعسكرياً ونقطة تعاون عسكرية بين السعودية وإسرائيل بذريعة مواجهة خطر إيران ونفوذها في المنطقة بالإضافة للسيطرة وابتلاع المنطقة لتكون تحت السيطرة المباشرة للكيان الإسرائيلي الذي سوف يصول ويجول في الخليج العربي ..
هل هناك ذل وخنوع أكثر من هذا الذي تقوم به مملكة الرمال .
ما قامت وما ستقوم به غير مستغرب على يهود خيبر الذين كانوا يتسترون بالعرب والعروبة ولكن كما قال أجدادنا العرب فإن العرق دساس فتاريخ بني سعود أسود ومشين ونشأتهم مشبوهة .. ومن لا يصدق فليعد إلى تاريخ آل سعود ليعرف حقيقتهم غير المشرفة .
عبد الحكيم مرزوق