بعد مجموعتها الشعرية الأولى «ترنيمة روح «تطلع علينا الشاعرة زينب ديوب بمجموعتها الجديدة التي تحمل عنواناً لافتاً هو «مسك الختام «..فلماذا مسك الختام ؟! وما الذي جاءت به الشاعرة في هذه المجموعة ؟؟؟!!
بضعة وثلاثون قصيدة ،هي بضعة وثلاثون لوحة من جميل الكلام وبديع الصور .قصائد تفعيلة وقصائد عمودية أصيلة واللافت بين هذا الكلام الهائل من مجموعات ما يسمى «قصيدة النثر «أن نجد شاعرة متمكنة من الأوزان مثل زينب ديوب.موضوعات متنوعة أهمها الوطنية والقومية ثم تأتي القصائد الوجدانية .
ثمة قصائد منسوجة بحروف الانتصار ومداد البطولة وهي لأسود الحمى ،أبطال جيشنا الباسل .فلهم تنذر القوافي ولهم يحلو القصيد ،ومنهم أبطال المغاوير الذين هزموا الإرهاب في دير الزور وغيرها من بقاع أرضنا الطاهرة .من قصيدة «أسود الحمى «نقرأ :
سيارة جاءت أسود الحمى
بالروح تفتدي وطناً يفتدى
في الوطن لو ينطق رمل حكى
عن صولة الأبطال …مستشهداً
فامسح به وجهاً وعفّر حجى
فالنور بالأوطان ،قد عمدا
وإلى روح الشهيد المقاوم سمير القنطار ،كانت قصيدة «شهيد الحق » وهو شهيد حيّ مثل كل الشهداء لأنّه يسيج بدمه الوطن ويحمي الزهر والشجر نقرأ من قصيدة
يا شهيد الحقّ
ارقد بسلام
فحقول الأرض باتت
من دماك
اليوم تزكو
نجماتٍ زاهرات .
وإلى حلب تأخذنا الشاعرة زينب ديوب حيث عادت لحلب اشراقتها وشموخها الذي ما نبا .ولا نستطيع ونحن نقرأ هذه القصيدة إلاّ أن نتذكر ماقاله المتنبي قبل ألف عام (حلب قصدنا وأنت السبيل )أما حفيدة المتنبي الشاعرة زينب ديوب فتقول :
سلوا الأفلاك عن سرّ جلاها
وإشراقات صبح في مساها
ونجم الفرقد اللألاء لمّا
تضاحك في علاه …إذ تلاها
هنا حلب …هنا عرس تجلى
هنا الأرواح قد نبتت دماها
ولعلنا نتوقف عند قصيدة (مسك الختام )آخر قصائد المجموعة وهي مهداة ،كما يبدو واضحاً ،للحبيب الأول والأخير ،رفيق العمر ،نشيد إخلاص ووفاء .وهي قصيدة غزل عذري ..وأمنية أن يتعانق الحبيبان في لحد واحد ..!!نقرأ :
مسك الختام رحيق وردٍ
يا كنه أنوارٍ برأد
يا توءماً للروح أنت
لي الهوى من دفء مهدي
كيف العيون سواك تهوى
إذا رأتك كوشم خدي
في حبنا نحيا معاً
ومعاً نشفّ كطبع زند
وإذا المنية أنشبت
ظفراً ،تعانقنا بلحد
يبدو لي أن هذه المجموعة الشعرية /مسك الختام /للشاعرة زينب ديوب فيها ما يشد الأنظار لسببين هما :جمال اللغة والتمكين منها ،وسلامة الأوزان الشعرية .إضافة إلى صدق العاطفة والمشاعر والصور الجميلة …وسمو الأفكار .
عيسى إسماعيل