بدأت قصة أمومة نازفة من رحم الظروف المؤلمة بوعد قُطع بلا عنوان, ولا استئذان,لأختي المريضة بأن أزوج ابنها الذي اختفى في إحدى جبهات الحرب الظالمة , كأنه حلم كابوس البيادر العطشى لحبات القمح النقية ,لمشاركة ألم مريضة يائسة تعاني بكبرياء وشموخ المرأة السورية الأبية في لحظات الاحتضار المرة و الأخيرة يتلعثم الفم بكلمات ووعود لشقيقة الروح …بقولي : حاضر سوف أحقق لك هذه الرغبة وأزوج البطل بعد إنهاء الاحتياط بالسلامة ,لعلني أخفف بعض الألم المكدس خلف الجسد المنهك , أعطيها بوعدي أملاً وصبرا وقوة لمواجهة ما تعاني .. ولكن بلا فائدة يستمر النزف , وتتسارع دقات القلب معلنة الرحيل الأبدي ..
…هكذا صعق الابن بالخبر ولم يتمكن من وداع والدته ,و بعد وفاتها بشهر واحد يغيب هو الآخر في متاهات الحرب ..وتمضي السنة والهاتف الوسيلة الوحيدة لمعرفة أحواله ..والصبية الحبيبة تنتظر وهي تتشوق لإجازة لو ساعات قليلة … وهو يرسم وجهها بكل طلقة ,ويلثم ثغرها بكل أخمص بندقية … ويردد لست جباناً ولكني سألقن الخونة درساً بحب الوطن…
لكنه لم يعد وأنا الأم البديلة أنتظر تنفيذ وعد قطعته على نفسي لشقيقتي الراحلة , ما زالت أنتظر , لكن القدر القاسي والمفاجأة الكبرى تنتشر كالنار في الهشيم …إنه شهيد الوطن.
فضة النعمة
المزيد...