تحية الصباح..حياتنا في عقولنا

بدهية تبدو هذه العبارة لمفكر , التي قالها ذات يوم , لكن الواقع المعيش يوضح في سردية مدارات الواقع الإنساني عامة , والمد والجزر في الجشع والاستقواء خاصة , وتجاوز منظومات القيم وثوابت الساميات منها أيضاً عبر أنماط سلوكية تدل على معطى حيوات يتجشمها الإنسان في سيره وعورة مسالك في دروب الحياة , أكانت خاصة أم عامة , وقد راحت القيم المادية تحقق ذاتها متواليات هندسية على حساب قيم تخطوا وئيدة في متوالياتها الحسابية على الرغم من أصالتها قيماً سامية تتجاوز المادية فتراها في وعي المحتفين بها قناعة مضمون , وعصامية سلوك .
هذا الواقع الإنساني المأزوم جراء إرادات سلبية تمتلك الجاه والثروة والمال والنفوذ على سعة ذهنية قوامها الهيمنة والقواعد والأساطيل والعقلية الإجرامية بحق شعوب الأرض وكرامة الإنسان وشرعة حقوقه والنظم والأمم متمثلة بالغرب المتعولم والسياسات الأمريكية تراها تضرب عُرض منطق الحياة في مشروعية صيرورتها واقعاً معيشاً , موضوعياً في تعاقب وجودها , سلالة و أعصراً وفق مسارها : « حياتنا في عقولنا» بشراً على امتداد القرية الكونية وهذا نتيجة لشرور الغرب الاستعماري ومشاريعه ومخططاته الهدامة في خراب الأمم .
إن ذلك يؤكد مدى الذهنية المنفتحة في السعي في مواجهة كل تحد أهمية عودة الأمور إلى أنساقها وثوابتها عبر أدوار فعالة تنطلق مبادرة من الفرد ذاته في تمكين نفسه من ثقافة الوعي المعرفي والتملي في إنتاج سلوكه الفعال في توكيد الأداء النوعي بغية صون قلاع الفِكر الوثابة في رحاب المنطق , وشهامة التطلع صوب كل جميل لافت , مداه التفرّد وكياسة الحضور المبدع نتاج مضامين بناءة تسهم في رفد الواقع , لا مضامين إجرائية مكرورة المحتوى , سهل القول فيها , إذ لا تسهم في شيء , ولا تعطي صاحبها ميزة أداء . ولا سيما أن مجتمع المعرفة يعني صناعتها ،آلة عبر ذكاء اصطناعي وفق هندسة المعرفة ومقاربة العقل الجمعي ضمن آليات المثاقفة البناءة بين الأمم خبراتٍ وتجاربَ بغية المنافسة في ركب الحضارة الإنسانية ومجتمع المعرفة يضاف إلى ذلك في معطى آليات واقع أطوار التفكير ما بين نقدي وبين إبداعي خلاق يهدف إيجاد منتجات ناجزة في صنوف المعرفة .
وجميل قول أحدهم : « التفكير هو تنفس العقل» ويهب المعلومات , ويجعل للمعرفة مغزى …»
إن الإنسان الممتلىء جهداً معرفياً عبر صداقة أمّات الكتب في اصطفاء العلوم نظرياتٍ ودراساتٍ و أبحاثا ً هي نتاج عقول تُتعب الزمن ولا تتعب فلا يتلاشى الزمان عندها عطالة ،بل يورق استثماراً ،وبه تقوى قيمة مضافة عبر إدراك أولئك لاستثمار قدراتهم أيضاً فيتلاقى استثمار بقدرات بآخر بقوة زمن بالفعل . وهذا الامتلاء يجعل صاحبه نوعي الحضور في تأصيل مكانته منتجاً مبدعاً زاخراً , لا إجرائي الحضور في ملء مكان فحسب أيضاً فسَعة هذا الامتلاء يوجد نبوغ مسؤوليات تجاه واقع .
يسهم خيراً في تشييد عمارته في ثنائية البناء والتحرير والنهوض الأمثل فتراه سلوكياً يتجاوز بآفاق أصالة معرفته الثقافية تعب سلوك في أمر متعثر جاء على حواملَ في غفلة من موضوعية اصطفاء .
أجل ! فالمعرفة قوة , والإنسان يساوي معرفة والمعرفة في مركوز العقل مهمات : تفكير وشعور وسلوك و يبقى العقل شمولية كل محتوى في تمكين كل تنمية تروم أمراً بقصد روزه تحليلاً وقراءة تبصر فيقرأ بلغة البصيرة نباهة إدراك ما لا تحسنه الحواس قدرات , فيغدو المأمول عملاً رسالة وعي لعقول في حياة .

نزار بدّور

 

المزيد...
آخر الأخبار