ألقى الباحث العميد الشاعر معروف ابراهيم ناصر محاضرة في قرية الذهبية تحدث فيها عن الإرهاب أسبابه ودوافعه وطرق معالجته وقد لاقت المحاضرة إقبالاً جماهيرياً من قبل الاهالي كنا هناك وعدنا لكم بالتقرير التالي:
تعريف الإرهاب
بدأ الدكتور معروف ناصرحديثه بتعريف الإرهاب لغة واصطلاحاً ,ثم انتقل للحديث عن ماهية الإرهاب وتعريف الجريمة الإرهابية مستنداً إلى الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب عام 1998 ليختم هذه الفقرة بمعايير الإرهاب التي حددها القائد المؤسس حافظ الأسد بقوله:» هدف الإرهاب هو القتل دون تمييز ومضمونه عمل يتعارض مع المصلحة العامة للأمة ومع إرادة الشعب وتستخدم الإرهاب القلة ضد الكثرة في المجتمع كما أن الإرهاب مرتبط عملياً خارج الوطن والدولة.»
ثم شرح المحاضر مفهوم الإرهاب وعدد بعض خصائصه ومنها على سبيل المثال لا الحصر: العنف والرعب والتنظيم والاستمرارية والسرية ثم استخلص المحاضر في حديثه سمات عديدة للإرهاب كما تحدث عن صعوبة وضع تعريف محدد للإرهاب بسبب الانقسام العميق في المجتمع الدولي حول تعريف الارهاب الدولي.
أسباب الإرهاب ودوافعه
وأسهب المحاضر في الحديث عن دوافع الإرهاب ومنها الدوافع السياسية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية والدينية والشخصية كما تحدث عن الأسباب المباشرة للإرهاب ثم صنف أشكاله .وانتقل بعد ذلك للحديث عن حق المقاومة المشروع .وأسهب في موضوعات عديدة منها تحديد الأساس القانوني لحق المقاومة,ووضع معايير التمييز بين حق المقاومة والإرهاب مذكراً ببعض المجازر اليهودية عبر التاريخ كما تحدث المحاضر عن الإرهاب وموقف سورية عبر منظمة الامم المتحدة وعن عوامل فشل المخطط الإرهابي في سورية,
الحل الثقافي التوعوي
وعلى هامش المحاضرة التقينا العميد معروف ناصر _خاصة وأنه مقل في الظهور الإعلامي _ وهو شاعر مجيد له العشرات من الدواوين الشعرية ,وسألناه عن دور الثقافة في مواجهة الإرهاب فبين أن لديه بحثا متكاملا في كتابه سورية الصمود يتحدث فيه عن أهمية الثقافة وأهدافها في مواجهة الإرهاب وعدد مجموعة من الشروط يجب أن تتمتع بها المادة الثقافية منها ما يتعلق بالمضمون ومنها ما يتعلق بالشكل والنواحي الفنية حتى ترتقي لمستوى المادة الثقافية الهادفة .وأوضح أن تعدد الوسائط الثقافية من تلفاز وسينما وانترنت وصحف فتح المجال أمام الراغبين بتطوير ثقافتهم وزيادة معارفهم .وبين انه قد خصص جزءا كبيراً من كتابه السابق للحديث عن الحل الثقافي والتوعوي وضرورة تلازم هذين الحلين في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه مبيناً أن ثقافة التسامح والنجاح والتطور والمشاركة والحوار تختصر ثقافة الحياة الكريمة التي نحتاج إليها دائما في سورية واليوم أكثر من أي وقت مضى .
نبذ ثقافة العنف والتكفير
وجوابا على سؤالنا حول دور الثقافة في محاربة الإرهاب قال:الامة الحية والراقية ثقافياً هي التي تتمسك بتراثها وتحافظ عليه وتسعى إلى توظيفه في ثقافة اليوم لانها لا تمثل ماضيها وحسب بل حاضرها ومستقبلها أيضاً فالتراث يحقق لأبنائنا معرفة ثرة ويكشف لهم ينبوعاً من اغنى مصادر الثقافة سواء المحلية منها او على المستوى الإنساني فتعرفهم بعادات الشعوب وتقاليدهم وبالتالي تعدهم للحياة إعداداً جيدا يليق بكينونتهم ووجودهم الإنساني.وبالتالي سينبذون ثقافة العنف والتكفير وإلغاء الآخر .وبين أن إشراك الطفل بأي عمل مسلح هو جرم لن يسقط بالتقادم سواء بالقانون المحلي او الدولي حسب بروتوكول حماية الطفل وتضمنت جميع دساتير العالم وقوانينها ما يلزم لحماية الطفل من أجل تحصين الجيل الجديد ثقافياً وقد رأينا في حالتنا السورية كيف كان دور ثقافة التطوع وتقديم برامج داعمة مادية ونفسية وإقامة نشاطات رياضية وثقافية وفنية وتنظيم ورش عمل وإنشاء أماكن صديقة للطفولة كل ذلك يحقق تحولاً مذهلاً من البؤس والشقاء والقهر والجوع والمرض في المخيمات خارج الوطن إلى الاستقرار والسرور داخل الوطن.
دور الأدباء في محاربة الإرهاب
وعن دور الأدب في تكوين ثقافة المقاومة ونبذ العنف قال:
الادباء شريحة من المجتمع يرون كما يرى الآخرون ويصورون بطريقتهم المعهودة أحداث الساعة بشكل أدبي في النثر أو الشعر, وكما هو معلوم في السابق قيل (أدب النكبة ) وهو يضم نتاجات الأدباء في تصوير مآسي فلسطين ومجازر الصهاينة وإرهابهم , وقد أزعج هذا الادب الصهاينة وما قيامهم باغتيال قامات ادبية فلسطينية سوى دليل حي على اهمية الادب في تأسيس ثقافة المقاومة من هنا علينا الاهتمام أكثر بأدب الحرب السورية الاخيرة وعلينا أن نترك للاجيال إرثاً ادبيا يوضح حقيقة ما جرى لانه كما هو معروف أن المعلومة التي يتلقاها العقل بشكل مباشر دون قالب فني معين لا تلبث ان تنسى أما المعلومة التي يحصل عليها من خلال الأدب والفن فإنها تبقى راسخة في الذهن.
ما هو سبب قلة ظهورك على المنابر سواء المشاركات الشعرية أو المحاضرات ؟
أنا انتقائي جداً في خياراتي على المنابر لأنها لا تضيف إلى معارفي سوى فرصة التعرف على الجمهور الذي أكن له كل الاحترام وطبيعتي أنني لا أحب أن أعتلي منبراً إلا إذا كان لديَّ جديد فالتكرار عدوي اللدود.وانا عدت بعد تقاعدي من العمل إلى حمص بعد أن قضيت اكثر من أربعين عاماً في دمشق الحبيبة
قل لي من صديقك أقل لك من أنت ,من هم أصدقاؤك من الشعراء ؟
مع حفظ الألقاب : نزار بني المرجة ,مالك صقور , بديع صقور ,محمد كامل ونوس ,محمد رجب الرجب ,جهاد طاهر بكفلوني ,محمد الخضر,اللواء محمد حسن العلي , حسن سمعون ,ابراهيم الناعم وغيرهم كثر ولكن تخونني الذاكرة
ختاماً
نتمنى للشاعر الباحث معروف ناصر وافر الصحة والخير فقد تسنى لي التعرف على العشرات من أعماله الغنية والمتنوعة بين ميادين الشعر والدراسات والبحوث التي تستحق تسليط الضوء عليها في أكثر من مادة وأرجو من القائمين على الثقافة في حمص العدية أن يستثمروا طاقاته الإبداعية و دعوته إلى المنابر لأننا بحاجة لأن نستزيد من أدبه الذي يؤثث فكرنا بالمقاومة.
بطاقة تعريف
العميد معروف ابراهيم ناصر , يحمل إجازة في الحقوق من جامعة الاسكندرية ,حاصل على شهادة الدكتوراه (العلاقات الدولية) من جامعة بيلاروسيا ,مدرس في جامعة القلمون وجامعة دمشق عام 2003,عضو اتحاد الكتاب العرب جمعية الدراسات والبحوث فرع دمشق,له 13 مؤلفاً في الشعر والنقد والدراسات ,من مواليد حمص 1957 ,له سبع مجموعات شعرية من أهمها :» البهجة في أدب الصمود السوري «,و»القصائد الحكمية «,»قيم الحب وسهام الحرب» ,ضفائر العروس ,البشائر ,نفحات وجدانية,هذا في الشعر أما أهم عناوينه في البحوث فهي: رياح التغيير (الحضارات ,العولمة , الإرهاب) وكتاب آخر هو:»سورية الصمود (الشعب _الجيش _القائد) وجميع كتبه مودعة لدى مكتبة الأسد ومطبوعة بموافقة اتحاد الكتاب العرب في سورية ووزارتي الثقافة والإعلام .
ميمونة العلي