(أزاهير الروح) عنوان المجموعة الشعرية الجديدة للشاعر خالد بدور يتضمن قصائد غزلية ,وطنية ,اجتماعية ,فاح عبيرحروفها متوجة العنوان بالمضمون , فقد كانت قصائد هادئة هادفة سلسة المعنى بكلماتها القوية الجزلة ,همسات شفيفة تلامس شغاف القلب تشعر بها وأنت تقرأ قصائده المتماوجة لتقطع تذكرة مجانية وتطير في رحاب القصائد التي تعبر في بداية الديوان عن اشتياقه لمحبوبته التي لايقابلها إلا بالفكر والخيال وهو يحمل أملاً كبيراً في لقائها .
وعاود الفكر حلم كان من زمن
وأصبح الحلم يروي حلوه القدر
هذا الجمال الذي أهوى ولاأمل
يوحي إليّ بأن العمر ينتظر
و غزل الشاعر صوفي وجداني في مواضع كثيرة , حيث وصف محاسن الحبيبة وجمالها وحسنها الفريد الكامل الذي كان ينساب أمام عينيه أنغاما عذبة فتسعد روحه لرؤيتها ,والملاحظ في الديوان أن حسن الحبيبة وجمالها لم يكن أقل أوجاً ودرجة من مشاعر الحب لوطنه وفرحه لانتصاره فعبّربكلماته عن قوة الشعب وإيمانه بالحرية والمقاومة وعبر عن عزم الأجيال الصامدة في تحقيق نصر عظيم على أرض الوطن الطاهرة, للحفاظ على تراب هذا الوطن الغالي :
ياأيها السائل الفيحاء في محن
تبقى الشآم إليك العون والسندا
وتنوعت قصائد الشاعر الوطنية لتحتفل بأعياد نيسان ,فأرض ميسلون لاتزال منارة تزهو بأنوارها فخورة شامخة تداري ورودها حتى يبقى الوطن محافظاً على ألقه وجماله , فالحر سيد في أرضه أما العبد فيسكن العار مقلتيه .
ويبدو أن الشاعر بدور قد عاش الغربة والحنين في حضرة الحب فكان يعيش هذه اللوعة وهو يشتاق الحبيبة مع مجيء الليل فيخفيه بين ضلوعه ولكنه قطع وعداً أمام نفسه سيبقى وفياً للحبيبة مادام الدم يسري في عروقه الذي لايقاوم عبيرها ولاسحر عينيها ليبني قصيدة أخرى تعبر عن حلمه في لقاء المحبوبة ويعدها أنها ستبقى زائرته في ليله كأنها البدر .
لقد أسرج الشاعر خالد بدور الكلمات في شعره لتمضي في عبورها إلى قلوبنا بكلام موزون مقفى فكان جديراً بالتأمل فهو طاقة تعبيرية تشارك في خلقها كل القدرات والإمكانيات الإنسانية مجتمعة ، كما أن موضوعاته هي موضوعات الحياة عامة التي صب عليه تمرده وثورته فكان مبدعاً وخالقاً ومبتكراً ومجدداً كيفما تمليه عليه النزعة الداخلية لبواطن النفس تعبيراً عن حاله التي يعيشها
عبير منون
المزيد...