لغتنا الجميلة .. الأصالة .. الأصيل

مكين الأشياء جذورها , وعميق أصالتها تجذرها صدى لثبات أمانتها . واللغة غابات من جذور سنديان كثيراً ما تصطف عبر اشتقاق أكبر أو أصغر بتقارب أو تباعد في دلالة معنى لكن في الأمرين تتآخى الأغصان وارفاتٍ لتكون مركوزة في دلالة أصالة جذر . فترانا نقرأ أصَلَ / الأصيل
ففي منطوق تعثّرِ قولٍ لقائل : أرحب بكم بالإصالة عن نفسي و الصواب : أرحب بكم بالأصالة عن نفسي « بفتح الهمزة » لأن الأصالة مصدر الفعل أصل , أصالة . ومن هنا قالوا : أصالة الرأي : جودته حكمة وفطنة دراية . وجميل قول المتنبي :
الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أول وهي المحل الثاني
والأصل والأصالة في النسب تكون . وهذا يغتني بمحتدٍ كريم , وخلق الرجال الرجال يورق به نعماء عمل بطاقة موجودة بالفعل , وليس بطاقة نسب بالقوة فحسب . وهذا ابن الوردي :
لا تقل أصلي وفصلي أبداً
إنما أصل الفتى ما قد حصل
على أن الأصالة في الأسلوب هي مهارة المرء في اكتناز المعارف وسَعة الخبرات وغنى المهارات عبر ذكاء عاطفي و آخر اجتماعي أو ذكاءات أخرى فتكون الأصالة عندئذ , هي الابتكار ابداعاً
وعلى سرح فيض الخاطر وابتكار هذه المُقطّعة ودهش الموسيقا ونبوغ الأداء حيث « النهر الخالد» :
نتلمس دلالة الأصيل بمعنى الوقت حين تصفرُّ الشمس لمغربها , ولك فيض الخاطر وسرح الخيال :
سمعت في شطِكَ الجميل , ما قالت الريح للنخيل
يُسبّح الطير أم يغني , ويشرح الحب للنخيل
و أغصُن تلك أم صبايا , شربن من خمرة الأصيل
نزار بدّور

المزيد...
آخر الأخبار