نافذة للمحرر ..أدباء في الذاكرة …. قمر صبري الجاسم

أشعر بالفرح والاعتزاز أنني رافقت الأديبة العربية السورية قمر صبري الجاسم منذ حروفها الأولى , إذ كانت تغني صفحة عبقر بخواطرها المتميزة ثم تعرفت إليها شخصياً في توزيع جوائز شعرية لمسابقة كانت منظمة اتحاد شبيبة الثورة قد أعلنتها وكانت الأديبة قمر إحدى المشاركات وكنت عضواً في لجنة التحكيم وفي مسرح دار الثقافة في حمص كان اللقاء الأول وكانت برفقة شقيقها عمر , وبعدها استمرت في اغناء صفحة عبقر وأذكر أنني قلت لها في بريد الأصدقاء : إن في أعماقك يا قمر شاعرة تغني فاتجهي الى الشعر فهو ميدان موهبتك وستبدعين فيه أكثر من الخاطرة أو المقالة وفعلاً هذا ما كان وصرت أتلقى منها قصائد رائعة وقمت بزيارة بيتها في حي الخضر ونشأت بيني وبين أمها الرائعة صداقة حميمة وعندما عرفت أمها عن قرب لم أستغرب أبداً أن تكون ابنتها شاعرة مجلية , انطلقت على دروب الابداع الشعري بخطوات واثقة تنهض بها موهبة ، والفنون كلها أساسها الموهبة وعندما تصقل الموهبة تشرق ابداعاً وعطاءً , وهذا ما كان مع قمر صبري الجاسم التي امتلكت فوق ذلك كله شجاعة أساسها الموهبة والثقة بالنفس فانطلقت تعمل محررة في جريدة العروبة ومذيعة في اذاعة صوت الشعب , كما انطلقت تحصد جوائز المسابقات الشعرية ففازت بجائزة المزرعة عام اربعة وألفين عن مجموعتها الشعرية المتميزة – للعاطلين عن الأمل – وكانت قبلها قد أصدرت – وريقات مبعثرة –وهي مجموعة خواطر شعرية أو نصوص أدبية .
ثم صدر لها ضمن منشورات اتحاد الكتاب العرب مجموعتها المتميزة جداً بدءاً من عنوانها – نياشين على صدر قبري – ثم أصدرت مجموعتها الشعرية – دعوة للرفق بالكلمات – ثم انطلقت للمشاركة في مسابقات خارجية وخصوصاً مسابقة –شاعر المليون – في دولة الامارات ووصلت الى خطوات متقدمة ونالت الجائزة الثالثة وطبعت مجموعتها المشاركة في المسابقة وحملت عنواناً هو – أمواج عارية وشيء من هذا القبيل – وجاء في إهدائها – الى أمي – ثم أمي .. ثم أمي ..ثم أمي ..ثم أبي .. وقد زين الغلاف الأخير بصورتها وهذا المقطع الشعري :
حين اقتربت .. الموج هلل
جوقة البحر استعدت للغناء
وكنت أسمع صوت « عود»
في صدى الأمواج ممتزجاً « بدف »
صفت على الرمل البطاريق الصغيرة
كلما اقتربت الى كينونتي الأمواج
صفقت النوارس
ثم طارت في الفضا رفا فرف
ومازالت الأديبة قمر صبري الجاسم تعد بالكثير من الإبداع الشعري كما نحن موعودون بالعودة إلينا بعد غيابها المؤقت .
د. غسان لافي طعمة