يلفت نظرك جمهور المحاضرات والندوات الثقافية في مقر فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص سواء من حيث العمر أو من حيث العدد القليل .وقد تجرأت وأعربت عن ملاحظتي هذه لأحد المعنيين الثقافيين في مقر الاتحاد فرمقني بنظرة استنكار لجرأتي في السؤال قائلا لي بالحرف :وهل تريدين ممن هم في سن العمل أن يتركوا أعمالهم وأشغالهم ليحضروا ….ثم استأنف مبرراً _لما قرأ على وجهي صدمتي بجوابه_واضعاً اللوم على موعد انعقاد الجلسات في الساعة الواحدة ظهراً , والمفروض أن تكون الندوات في الساعة السادسة مساء حيث يتسنى للجميع الحضور.
هذا الرد يدحضه عدد الجمهور الشاب الذي يحضر مواعيد الجلسات في النوادي الثقافية والتي يشف زيادة عددها عن قصور دور الاتحاد في استقطاب هؤلاء .
وقد أعجبني رد الأديب مالك صقوررئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية خلال ندوة جمعته مع مجموعة من الشباب المتحمس للثقافة حيث اعترف بالتقصير وحاول تفنيد المشكلة ودعا الجميع للمشاركة بآرائهم في سبيل الخروج من المحنة مقراً بوجود صعوبات أمام الكتاب الشباب في النشر والطباعة ,ونقلت لكم ما قاله لأن تشخيص المشكلة ومواجهتها أفضل بكثير من التعامي عنها فيقول رداً على ابتعاد اتحاد الكتاب العرب في سورية عن الشباب مشخصاً الوجع بالقول: المشكلة هي احتلال العقل وغسيل الدماغ الذي تعرض له الشباب والناشر، مقابل ذلك كان الجيش العربي السوري كله شباب وكله أبطال قدم التّضحيات وحقق الانتصارات، وشخص وجود فجوة بين الكاتب والطالب، والكاتب والناقد،بالقول: يجب أن نعمل على المراكز الثقافية أكثر لكن في الوقت ذاته كيف نفتحها أمام الشباب واليوم نتحدث عنهم بحضور عدد قليل جداً منهم؟، والمهم إشراك الجميع، مضيفاً: لا يمكن للاتحاد أن يكون مانعاً أو سداً في وجه الشباب، نحن في المكتب التنفيذي نوصي ونسعى لئلّا نظلم أحداً، الاتحاد بيت للجميع ونحن نريد جيلاً شاباً يعمل، مضيفاً: مشكلة الشباب قديمة وكنت وما أزال أشجع الشباب، لكن لا أعد أحداً الآن، أكره التسويغ وأقرّ بالتّقصير، ساندونا لكي نخرج من محنتنا الثقافية.هذا ما قاله رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية ذات لقاء مع الأدباء الشباب مؤخراً وقد نقلت رده من الزميلة «تشرين» الأسبوع الفائت راجية أن يتم عقد مثل هذه الندوات في حمص وفي مقر الاتحاد لأننا نريد شبابنا المثقف الواعي بين صفوف الأدباء في سورية وليس متسولاً على أبواب الجوائز المشبوهة المقروءة من قبلنا جميعا ً تحت يافطة: قل لي من يموِّلك …أقل لك من أنت؟
ميمونة العلي
المزيد...