بسرعة الضوء تنشر وسائل التواصل الاجتماعي أخبار خطف -سرقة – قتل – و يتداولها الناس بسرعة البرق على أنها حقائق لا تقبل الشك و يبدأ التهويل ليزيد الطين بلة فهذا يقول انهم عصابة مؤلفة من نساء و أطفال يقومون بتجارة الأعضاء و الطفل الفلاني خطف من أمام مدرسته و الإمرأة الفلانية خطفت في عز النهار و في مكان تؤمه العشرات يومياً ….و هكذا تنشر تلك الأخبار دون مصدر موثوق يكذب أو يؤكد هكذا حالات اعتدنا على سماعها بين الفينة, والأخرى و طبعاً لا يمكن أن تمر هذه الحالات مرور الكرام كونها تخلق حالة من القلق و الفزع لدى الأهالي الذين يبدؤون بتحصين أبنائهم و بناتهم بضرورة الاحتياط والحذر: لا تردوا على الغرباء لا تستجيبوا لمريض يطلب نجدة أو أية مساعدة حتى لو كان مسنا أو امرأة أو…. و هكذا وكلها أخبار تفتقر إلى الحقيقة و الدقة فالأمن مستتب و الناس تملأ الشوارع وبعض الحالات الانتقامية ليست معياراً لمجتمع تسوده قيم و أخلاقيات أصيلة منها إغاثة ملهوف و إسعاف مريض و تلبية محتاج ويعني أن تميت مشاعرك الإنسانية و تلك الحالات تثير القلق خشية أن تختفي تلك المقومات و تظهر سلوكيات جديدة لا تمت لأخلاقيات مجتمعنا بصلة نحن لسنا بالمجتمع المثالي جدا و ربما تحدث بعض الحالات الشاذة و التي ساهمت الحرب بانتشارها لكن حالة الشطط والغلواء في تناقل الخبر تحتاج إلى مرجع يضع لها حدا ، نستند إلى هذا المرجع في توضيح الصورة فالكثير من هذه الأخبار ملفق و فيه خداع لمشاعر المواطنين الذين تأخذهم الحالة فيبدؤون التعليق بالتجريح أحيانا و التأسي و التباكي أحيانا أخرى و مع أننا بحاجة إلى التفاؤل و التمعن الايجابي و ذاك الشطط في نقل الأخبار حالة غير صحية ندفع ثمنها من أعصابنا توتراً و قلقاً وعدم أمان و في المقلب الآخر و بعيداً عن الأهوال و الأخبار المقيتة يقولون الزائد أخو الناقص و الزائد عن حده ينقلب ضده فكم يساهم البعض في أذية نفسه دون دراية عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي حين يستعرض أفراحه و أتراحه بطريقة مستهلكة انعدمت فيها الخصوصية فهذا يستعرض عيد ميلاد و ابنه في أحد المطاعم و تلك تقوم بتصوير عائلتها في رحلة استجمام لعدة أيام في مكان ما كل هذا يشكل مفاتيح الوصول لسرقة ما او أي عمل سيىء تخطط له أصحاب النفوس الضعيفة بهدف أذيته و مجموعة مفارقات في مجتمعنا فهمت تكنولوجيا العصر فيها بطريقة مستهلكة و خلفت وراءها حالات ضياع و فشل للكثير من الطلبة أضعفت الروابط الأسرية و الوازع الأخلاقي
ثقافة التواصل الاجتماعي تحتاج لدعم تواصل أخلاقي وتوعوي فطلب الصداقة ليس طلب اليد و الاعجاب ليس حبا و الثرثرة الدردشة ليست ثرثرة و كلاما فارغا، فلنحسن التواصل والتراسل.
العروبة – حلم شدود