بالتعاون مع مديرية الثقافة في حمص وبدعوة من مشروع مدى الثقافي أقيمت الحلقة الخامسة من مدانا مسرح مع الفنان الدكتور سامر عمران في قاعة الدكتور سامي الدروبي في المركز الثقافي بحمص بحضور جمهور من المهتمين ومتابعي الأنشطة المسرحية .
في البداية تم تقديم فيلم توثيقي يتحدث عن الدكتور سامر عمران وتجربته المسرحية حيث توقف الفيلم عند بعض المفاصل في تجربته كممثل ومخرج درس في المعهد العالي للفنون المسرحية ومن ثم دراسته العليا ونيله شهادة الدكتوراه من أكاديمية سولسكي العليا للفنون المسرحية في بولونيا .
وتحدث د. عمران عن تجربته المسرحية وبداياته بقوله : عندما كنت صغيراً، حيث أحسست بأن شيئاً ما جذبني إلى المسرح ،وكنت اهرب من المدرسة باتجاه هذا السحر الذي يجب أن أكون فيه ، ومع دخولي إلى المعهد العالي للفنون المسرحية أدركت أن العلم هو المعيار ، وهو المقياس الذي يحكم هذا الفن الجميل ، حيث درست الإيماء التقليدي ، وفي عام 1998 أنجزت عرضاً إيمائياً قال عنه الأصدقاء إنه تقليدي ، ولكنه جديد ، وقد أعدته في العام التالي من خلال مجموعة مشاهد إيمائية لها علاقة بسحر المسرح ، فيها الأقمشة البيضاء تزين خلفية المسرح والممثلين باللباس الأسود ، فبدا العرض بالأبيض والأسود ، وقد أحبه الناس ، وكان عرضاً جديداً في سورية ، مع أن المسرح الإيمائي قديم في أوروبا يعود لأكثر من مائة عام مضت ، ولكنه في سورية كان جديداً وبآلية تفكير ونمط كلاسيكيين.
يضيف د. عمران : أول عرض قدمته بعد ذلك كان أكثر جرأة واسمه عشاء ميلاد طويل لكاتب أمريكي ، وهو يتحدث عن يوم من عشاء العيد (الكريسماس) حيث يبدو اليوم كأنه مائة عام ، وكانت مدة العرض خمسين دقيقة فيها الكثير من التكرار والملل ، ويضيف انه أعاد النظر بفن الممثل ، وذهب بعد ذلك إلى عرض جديد حيث انحصر تفكيره بالاهتمام بما يريده الجمهور ، وقال أنه ترجم في بولونيا أكثر من نص مسرحي ل (بروجيك ) قابل لملامسة مجتمعه لأنه يلامس الجو الإنساني حيث قدّم عرض (الحدث السعيد) الذي كان جريئاً قبل الحرب الكونية على سورية ، وبعد عام قدم عرض المهاجران ، وكان عمران يعتقد أن هناك هوّة بين العرض والجمهور على مستوى اللغة والشكل لأنه قدّم باللهجة العاميّة ، في ملجأ رطب، وكانت المتعة في رؤية الجمهور ، وهو يشعر بنبضات قلوبنا ، وهذا هو المسرح الذي يكمن في أن يحس ويشعر الجمهور بنبض قلوب فريق العمل المسرحي ، فحين يدخل الجمهور إلى المسرح ولا يشعر بأي انفعال حينها يصبح المسرح بلا قيمة ، ولا يجوز كما يقول د. عمران مشاهدة عرض مسرحي دون أن يخرج المتلقي (الجمهور) بسؤال أو انفعال ، فالمطلوب من العرض المسرحي أن يحدث تأثيراً وتغييراً عند المشاهدين ، ورأى أن بعض الفنون تكاد تندثر ، وهذا يؤدي بالتالي لاندثار الهوية الثقافية ففي الخمسينيات كان هناك فن المونولوجست الذي لم نعد نراه ، وقد اندثر تماماً ، و أنه استخدم المسرح الملحمي ، وربطه بالمونولوجست حيث صار الطالب في المعهد يبحث عن هؤلاء الناس وصارت تدرس هذه المادة التي تحتوي على هذه التقنيات.
وتحدث د. عمران عن عرض رماد البنفسج الذي يحكي عن نماذج من الناس تعاني من حالة الشيزوفرينيا حيث سمح العرض بالارتجال من خلال بعض شخصيات العرض, مستعرضاً تجربته في العرض المسرحي الأحدث 3021 الذي ضم 22طالباً وطالبة على أبواب التخرج حيث تم الاتفاق على فكرة اتكأ فيها على نص الغرباء الذي يتحدث عن وباء يجتاح المدينة يسبب العمى لجميع السكان الذين يعتادون على هذه الحالة في مكان مغلق بين أعوام 2021-3021 ..
وفي جلسة النقاش التي أدارها الفنان حسن عكلا تم التعرض إلى بعض مفاصل تجربة الدكتور سامر عمران وآراءه التي تتعلق بفن المسرح حيث رأى د. عمرن أن العلاقة مع المتلقي تكون بشعوره أنه جزء لا يتجزأ من العرض المسرحي وهذا ما يشعره بالقيمة.
العروبة – عبدالحكيم مرزوق