افتتحت جمعية العاديات بحمص موسمها الجديد من النشاطات الثقافية بمحاضرة للأستاذ نهاد سمعان بعنوان( قراءة في النقود الاسلامية حتى التعريب) استعرض فيها مسيرة تطور النقود الاسلامية من أول فلس ضرب في ديار الاسلام وحتى ظهور الدينار الاسلامي المعرب بالكامل عام ٧٧ للهجرة في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان. وميز سمعان بين أنواع النقود منها: الفلس وهو مصنوع من البرونز والنحاس ـ
الدراهم : مصنوعة من الفضة وأصلها دراخما ـ الدنانير : مصنوعة من الذهب .
و أشار المحاضر إلى أن العرب لم يمتلكوا عملاتهم الخاصة قبل الاسلام وإنما كانت تعاملاتهم بالفلوس والدنانير البيزنطية والدراهم الساسانية .و بعد انتصار المسلمين على الدولة الفارسية وانكسار البيزنطيين أُقر شكل النقود ،إذ كان المنتصر يستخدم نقود المغلوب.
وبين المحاضر أن بداية صك النقود في العصور الاسلامية كانت في 20 هجري في عهد الخليفة عمر بن الخطاب فقد أمر بضرب الدراهم على النموذج الساساني في سجستان و مرو و نهر تيري ـ وتابع بعده الخليفة عثمان بن عفان وصك ما يقارب 40 سكة كلها على دراهم كسرى الأول .وفي عهد الخليفة الرابع علي بن أبي طالب , صكت الدراهم وفق ثلاثة نماذج ساسانية ,
وبين المحاضر أن النقود هي عبارة عن وزن وعيار محددين يصادق الحاكم بصورته وختمه على صحتهما وقد ضرب المسلمون الدراهم شرق الفرات ـ الامبراطورية الفارسية سابقا ـ حيث زالت الدولة الساسانية كليا مستخدمين دور السك الساسانية وعمالها مع الحفاظ على نماذج ساسان وضربت الفلوس غرب الفرات وفق النماذج البيزنطية , كما ضرب العرب نقودا في قالب بيزنطي أضيف اليه المكان ـ مدينة السك ـ وأطلق العلماء على هذه النقود العربيةالبيزنطية.
نماذج النقود
وبين المحاضر أن هناك نماذج متعددة للنقود الاسلامية منها نموذج هرقل وزوجته وابنه بعضها عليه أحرف لا معنى لها وخربشات من عمال سك لا يعرفون العربية ,وهناك نقود تحمل كتابات عربية ,بالإضافة لنقود أموية تحمل أشكالاً آدمية وحيوانية ونباتية بعيدة عن الاسلام تقسم إلى نموذج ساساني للدراهم ونموذج الرجل الراكب أو قطعة الرجل الراكب لعدم وجود غيرها ونموذج الرجل الواقف بسبب الصراع على الخلافة و وجود الجراجمة في الجبال الغربية واسكندرون كدرع حام للبيزنطيين ارتضى عبد الملك بن مروان بما ارتضى به قبله معاوية بدفع 1000 دينار ذهبي وخيول أسبوعيا للبيزنطيين لقاء الحفاظ على هدوء هذه الجبهة .أما بعد سقوط البصرة بيد عبد الملك عام 72 هجري أمر بتغيير الكتابة على رؤوس البردي الصادر من مصر إلى القسطنطينية إلى كتابات إسلامية مما أغضب الامبراطور الذي هدد بصك دنانير ذهبية تحمل كتابات معادية للإسلام وكان هذا التهديد سببا مباشراً للتفكير بصك عملة ذهبية من دمشق .الجدير بالذكر أن المحاضرة حظيت بحضور نوعي ومميز أثار موضوع المحاضرة العديد من الأسئلة التي أغنت المحاضرة.
خديجة الحسن
المزيد...