أدين بالفضل للأستاذ سبيع حسواني – طيب الله ثراه –في معرفة الأديب المصري الدكتور رشاد رشدي ، فقد كنا والأستاذ سبيع ندرس في ثانوية عبد الحميد الزهراوي منذ مطلع الثمانينات وذات يوم تكرم علي الأستاذ أبو بدران –وأهداني أعداد مجلة المسرح المصرية وكانت الأعداد تعود للنصف الأول من ستينات القرن الماضي ، وكان رئيس تحريرها في تلك الفترة الدكتور رشاد رشدي ، وكانت هذه الأعداد في نظري كنزاً ثقافياً لغنى موادها وتنوعها بالإضافة إلى أن كل عدد كان يضم مسرحية كاملة من الأدب العالمي أو الأدب العربي .
وقد تعرفت جيداً على الأديب الدكتور رشاد رشدي من خلال تلك الأعداد التي كانت بوابة للدخول إلى عالم أديب عربي كبير . ولد في مدينة القاهرة في بداية العقد الثاني من القرن العشرين وحصل من جامعتها على دبلوم معهد التربية العالي ثم نال الدكتوراه في الأدب الانكليزي من جامعة – ليدز-بانكلترا .
وقد بقي اثنين وعشرين عاماً أستاذاً في كلية الآداب في جامعة القاهرة ثم أصبح رئيساً للمعهد العالي للفنون المسرحية ، ورئيساً لأكاديمية الفنون ثم عمل رئيساً لمسرح الحكيم . وقد فاقت مؤلفاته المسرحية كل مؤلفاته في القصة والدراسات ومن مسرحياته المنشورة : الفراشة لعبة الحب، خيال الظل ، بلدي يابلدي ، نور الظلام ، محاكمة أحمد الفلاح ، عيون بهية ، أما في المجال القصصي فمن قصصه :عربة الحريم ، بحور الحب لاتعرف الغرق .
ولعل من أهم الدراسات التي قام بها : المدخل إلى النقد ، فن القصة القصيرة ، فن الدراما ، ماهو الأدب ، النقد والنقد الأدبي ، البحث عن الزمن .
يقول في تقديم كتابه –فن القصة القصيرة -: القصة القصيرة فن حديث العهد ، لم تعرفه الآداب الغربية إلا منذ حوالي قرن فقط ، وهذه الدراسة الموجزة لاتعنى بتاريخ هذا الفن عنايتها بأصوله وقوانينه .
وليست هذه الأصول والقوانين قواعد موضوعة وإنما هي تقاليد هذا الفن كما أقامتها أجيال من كتابه وقد اتبعت في دراستي لهذه التقاليد منهج الاستقراء والتحليل والمقارنة ، فيجد القارىء أمثلة من القصص العالمية حللتها وقارنتها بغيرها من القصص مما يساعد على إيضاح الأسس الفنية لكتابة القصة القصيرة .
وتكمن أهمية هذا الكتاب للدكتور رشاد رشدي في تحليله قصص لكتاب عالميين كقصة –في ضوء القمر –لغي دي موباسان . وقصة-سعادة –لكاترين مانسفيلد وقصة –الحرب –للويجي بيراندللو . وقصتي أنطون تشيخوف : -الشقاء ، المدرسة .
وقصتي : أرنست همنغواي + عصفور كناريا لواحد ، والرجل العجوز عند الجسر.
وكل هذا يدل على الثقافة الموسوعية التي يمتلكها الأديب الدكتور : رشاد رشدي التي أغنت موهبته الأدبية وخصوصاً في فن المسرح .
د. غسان لافي طعمة
المزيد...