في أغلب المناسبات الأدبية ، لا سيما في أثناء التعريف بكتاب جديد ، كمجموعة قصصية أو رواية أو مجموعة شعرية ينبري الكثيرون من المتحدثين للقول: (ليس عندنا نقد أدبي يتابع الحركة الأدبية ) أو يقولون: ( ليس لدينا في حمص نقاد أدب )…!!.
ولعلنا نفصّل هذين القولين هنا ونعطي لكل ذي حق حقه فالقول الأول عام ويعني المشهد السوري الأدبي بشكل عام وفي هذا القول ظلم كبير فالكتب النقدية تصدر بين حين وآخر عن اتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة ودور النشر الخاصة ، وثمة أسماء لنقاد معروفين ليس على مستوى القطر فحسب وإنما على مستوى الوطن العربي أما ما يتعلق بالمشهد الثقافي الحمصي فالحق يقال إننا نفتقر إلى النقاد فالدكتور الناقد الكبير سمر روحي الفيصل خارج القطر منذ عقود وإن كان بين حين وآخر تصدر له دراسات نقدية عن إبداعات سورية وعربية وهو كان في العقدين الآخرين من القرن الماضي لا يترك نتاجاً أدبياً حمصياً إلا ويكتب عنه في الصحف لا سيما في” العروبة” .
وأما الناقد المتابع للنتاج الحمصي المرحوم علي الصيرفي فله كتب عن هذا النتاج القصصي الشعري و توفي عام 2009 , كما أن أحمد المعلم الناقد المتخصص بالنقد القصصي له عدة كتب عن نقد القصة القصيرة وهؤلاء كانوا يجدون في ” العروبة ” والصحف الأخرى مجالاً لنشر مقالاتهم ودراساتهم النقدية عن النتاج الأدبي الحمصي .
الناقد البارز الآن على الساحة الأدبية وينشر في الصحف السورية والعربية وهو قاص وروائي أيضاً هو الأديب سامر أنور الشمالي ، ويبدو أن اهتمامه في العقد الأخير ينصب حول النتاج السوري الإبداعي بشكل عام في القصة والرواية وله عدة كتب مثل / مواجهات في القصة القصيرة / وغيره.
لا توجد حركة نقدية متابعة للنتاج الأدبي السوري والحمصي .. هذا كلام عام قد يكون صحيحاً لكن علينا ألا ننسى النقاد الجدد الذين يلقون المحاضرات عن النتاج الأدبي الحمصي بشكل خاص وإن لم يصدروا كتباً حتى الآن مثل النقاد : محمد رستم وراتب إدريس ومحمد شريف سلمون ونشير هنا إلى الكتاب النقدي الهام الذي نشرت مواده في “العروبة” والصحف الأخرى ويحمل عنوان / مطالعات نقدية / للشاعرة والناقدة خديجة الحسن التي استضافتها جمعية النقد الأدبي والشعر في اتحاد الكتاب العرب وجمعية النقد تحرص على استضافة النقاد المتميزين ، وخديجة الحسن منهم ونشير إلى محاضرات الدكتور نزيه بدور بهذا الشأن .
أما عن القراءات الاحتفالية في حفلات توقيع الكتب فهي قراءات انطباعية تعريفية سريعة ولا تندرج تحت عنوان / النقد الأدبي /.
عيسى إسماعيل