ما أكثر القضايا والمشاكل التي نواجهها ونتحدث عنها يومياً ، أو نفكر بها في صوت مرتفع ، ولكننا عند التنفيذ والعمل يخفت الصوت ويبدو في حالة نشاز يغرد خارج السرب ، لنقع من جديد في نفس الخطأ ، الذي لم نتعظ منه أو نأخذ العبرة على الوجه الصحيح ، ففي المجال التعليمي نجد مشكلة عالقة في ظل التعليم النظري الذي نلجأ إليه اليوم في مدارسنا إذ ليس بالمستغرب أن يشعر الطالب بالملل والشرود ليتحول الدرس في ذهن الطالب غير المتمكن إلى صورة مفككة الأجزاء والمحتوى ، ينسى خلالها المعلومات بسرعة ويخلط بين الفقرات المتشابهة في المعنى والمضمون ليستعصي الفهم في الوقت الذي يظن المدرس أن كثرة التكرار سيجعل الدرس واضحاً وبسيطاً ..
ليستيقظ الأهالي بعد فوات الأوان من غفوتهم كون مكان ابنهم ليس هنا ، بل من الممكن أن تصنع منه المعاهد أو المدارس الفنية والمهنية كالصناعة والتجارة مبدعاً ومحترفاً وتكون ملاذاً آمنا للطلاب غير المهيأين للدراسة العلمية أو الأدبية ..
إن تعلم حرفة يدوية تجعل منهم حرفيين بارعين وأصحاب مهن تدر عليهم وعلى أسرهم دخلاً مقبولاً يطلون من خلالها على مستقبل أفضل يعود عليهم وعلى ذويهم ومجتمعهم بالخير الوفير ..
وذلك خير من تضييع الوقت في إثارة الشغب داخل الحصة الدرسية وإضاعة الفرصة في فهم الدرس على الطلاب الآخرين المهتمين بمتابعة تحصيلهم العلمي .فمن المهم توجيه الطالب إلى نوع الدراسة المتفقة مع ميوله العقلية والنفسية ، إن كان من قبل الأهل أو من قبل الكادر الإداري والتدريسي ولا يجعلون قطار الحياة يمر من خلفهم أو يخلفهم في المحطات السلبية ، بل يجب أن يكونوا دائماً في حالة حضور يقظ ، متابعين ، ولا تنقصهم الحكمة والحنكة والدراية …
عفاف حلاس