(إلى كل جريح حرب وحب يمشي بعكاز قلب على ماء العاصي).
عشقتُ جرحي لأن الجرح ينسيني
رعش الطيوف على ملقى شراييني
طيوف طير أبابيل لترشقهم
بالنور تشعل سجّيل الموازين
على مهبِّ الرؤى أو تحت أرجله
والنصر حوذيُّه في لوح تكويني
دمعي قصيدته فخراً يرددها
أحيا لينشدها بالمجد زيتوني
يموت خيل المنى حزناً على مضرٍ
والبيض تبكي هواها في الميادين
تبهنس الطيف في أبواب قلعتها
يعمد الجرح بالزيتون والتين
قصقص جناحي إن الحرب تنهشني
أوزارها عزفت عما يداويني
عريانة إبلي ضلت قوافلها
وحفنة من تراب الحق ترضيني
واحرَّ قلبي من الأغراب تأكلني
وقعت في الجب تحدوني عناويني
الحرب حطت على أحلام سوسنة
أوارها نحن رغم الماء والطين
حاكورة البيت تشكو نسمة لعبت
بالأمس آمنة في غصن ليمون
مات ابن ذي يزن والسيف دمعته
تجري على خده.. ظمأى لترويني
وليعلم الكلُّ المعصوم عن خطأ
أن الممات بجفن العزِّ يرضيني
جليلةُ الألم المجبول من كبدي
جليلةٌ تشعل التاريخ تحييني
بكتْ عروبتها بالأمس أندلس
والجرح يوقظ أرواح البراكين
جليلةٌ تنطر الميماس في طرقٍ
أشجارها عبَّت حبر الدواوين
مدينةٌ جرحها إعجازها فمتى؟
تقر حكمتها رجم الشياطين
ميمونة العلي