بماذا يختلف هذا العيد عن أعياد السنوات الماضية التي مرت على سورية خلال سنوات الحرب الكونية الظالمة ، هل يمكن القول أنه العيد الذي يعتبر أكثر أمناً واستقراراً لكافة المحافظات السورية بإستثناء بعض المناطق التي مازالت فيها العصابات الإرهابية وخاصة شمال حماة ومحافظة إدلب وهل يمكن القول إن حالة الأمن والاستقرار في معظم المحافظات السورية انعكست بشكل ايجابي على الحياة العامة والخاصة وعلى مختلف نواحي الحياة .
لاشك أن حالة الاستقرار والأمن والأمان التي عادت إلى مختلف المناطق السورية انعكست بشكل ايجابي على كافة نواحي الحياة حيث عادت الكثير من المعامل والمصانع التي كانت متوقفة أثناء الحرب الكونية إلى الإنتاج ، وعادت الكثير من المناطق والأحياء التي كانت ساخنة ومغلقة إلى حياتها الطبيعية وأصبحت تعج بالحركة والنشاط وهذا دليل صحة وعافية على أن سورية بدأت تتعافى بفضل صمودها قيادة وشعباً وبفضل صمود الجيش العربي السوري الذي استطاع بتضحياته أن يحرر وينظف الأراضي السورية من وسخ العصابات الإرهابية المرتزقة التي عاثت فساداً وقتلاً وتدميراً للأحياء والمناطق السورية التي حاولت أن تغير فيها طبيعة الحياة فالشعب السوري الذي صمد أمام الإرهاب عاد ليملأ الساحات والأسواق والأحياء بالحياة ونبضها الذي يدل على أن الشعب السوري لا يمكن أن يقبل بمثل هؤلاء المرتزقة الذين حاولوا أن يمرروا مخططات الخارج وكانوا أداة دنيئة في التآمر على الشعب الذي وقف إلى جانب قيادته وجيشه في التخلص من تلك العصابات والفصائل الإرهابية المرتزقة .
هذا العيد يختلف عن الأعياد السابقة بأنه العيد الأكثر أماناً واستقراراً و الدليل على ذلك عودة الحياة الطبيعية إلى كافة المناطق والساحات والأحياء ، وانتعاش معظم المهن وازدحام الأسواق والشوارع بالناس إلى ساعات متأخرة من الليل بشكل لم يسبق لحمص أن شهدت مثله قبل الحرب الكونية ، وهذا مؤشر هام على أن الناس قد تخلصوا من كابوس الحرب الذي كان مسيطراً عليهم خلال السنوات الماضية بعد أن كانوا لايستطيعون الخروج في كافة الأوقات ، وإذا خرجوا فهم في حالة قلق وخوف بسبب عدم توفر الأمن والأمان ..
في ظل الأمن والأمان أصبحت الحياة بالنسبة للناس أكثر راحة و طمأنينة بعد أن زال التوتر والخوف الذي كان مسيطراً من حصول أي اعتداء أو تفجير إرهابي هنا وهناك ما يعكس ثقة الشعب بقيادته وجيشه الذي مازال يقاتل في مواقع ومناطق أخرى حتى يخلص كامل التراب السوري من العصابات الإرهابية المرتزقة .
ويختلف هذا العيد أيضاً بعودة المهجرين إلى بيوتهم وأحيائهم أولئك الذين هجروا منها بفعل الأعمال الإرهابية ، عادوا من مناطق مختلفة سواء من داخل القطر أم من خارجه .. عادوا لترميم بيوتهم وإعادة نبض الحياة كما كانت في السابق وهذه العودة هي انتصار لسورية التي ضحت كثيراً في سبيل أن تبقى واحدة موحدة ذات المواقف الوطنية والثابتة التي لا تتنازل عن حقوقها ولا عن حقوق القضية الفلسطينية التي تقف معها ومع كافة القضايا العادلة التي تضمن عودة الحقوق لأصحابها .
على الرغم من سنوات الحرب الثماني التي مرت على سورية لإخضاعها وإركاعها لم تستطع الإدارة الأمريكية وحلفاؤها من تنفيذ مخططاتها ومشاريعها الامبريالية في المنطقة وهاهي سورية تنتصر على كل قوى الإرهاب وعلى أقوى دولة في العالم وحلفائها بفضل صمود قيادتها وجيشها وشعبها ودعم الأصدقاء في روسيا والصين وإيران وحزب الله الذي قاتل إلى جانب الجيش العربي السوري وخاض معارك كثيرة مع العصابات الإرهابية وحقق الانتصارات تلو الانتصارات حتى تبقى سورية قوية متماسكة ..
هذا العيد يختلف لأن الابتسامة عادت إلى وجوه السوريين على الرغم من ان الحرب الكونية لم تنته والضغوط الاقتصادية تحاصرهم إلا أنه أثبت قدرته على الصمود.
فالشعب السوري خبر الحصار الاقتصادي في الثمانينيات ولم يستطع أن يؤثر عليه ..واليوم يقف بعد حرب ثماني سنوات وكأنه يولد من جديد .. بعد أن انتصر على قوى الظلم والارهاب العالمي.
عبد الحكيم مرزوق