أنأى .. و تلك خُطاي لا تتحرّكُ
كم كنتُ أوغل في البلادِ .. و لم أكُ !
أمضي بلا سمتٍ .. أجرُّ هواجسي
و الدربُ من وجع المسافة مُنهَكُ
عكَّازيَ الظلُّ العجوزُ .. و رحلتي
أشقى من الليل الطويل و أحلَكُ
و دليليَ الأعمى فتيلُ زجاجةٍ
قد شحَّ دمعُ لهيبها .. أو يوشكُ
الشعرُ بوصلة المهاجرِ .. و المدى
لغزٌ .. و تأويلُ الرؤى لا يُدرَكُ
أَوَ كلَّما هتفَ البشيرُ ملوِّحاً
يُدمى قميصٌ للحنين ، و يُهتَكُ ؟؟؟!
أنا بُحَّة النايات .. يصقلها الأسى
من كلِّ حرقةِ نازحٍ ليَ منسكُ
ليَ حكمة الصحراءِ
أُلقي بالسرابِ
أمام يأس الظامئين ليسلكوا
لا شيءَ يملكني هنالك .. أو هُنا
لا طيفَ في الحلم المحاصَرِ أملكُ
أمضي … و رجْعُ الرملِ يوقظُ خطوتي
و يشدُّني دمعٌ خفيٌّ يُسفَكُ
جنْحي يقصقصه الرحيلُ .. و لم أزلْ
بخيوط أفْقكِ يا بلادي أُمسِكُ
أنا قطرةٌ من مائكِ الصافي
و محضُ قصيدةٍ
من خيط شمسكِ تُحْبَكُ
طفحتْ جراري
حين لملمني صداكِ
و في قفار الروح أزهرَ ليْلَكُ
د. فراس فرزت القطان
المزيد...