برغلوجيا

التسلح بمجموعة من المفردات الغريبة والمصطلحات العصية على الفهم أمر له وقاره ,يضفي غرابة على مستخدم هذه الكلمات ويزرع الهيبة في النفوس _لا علاقة لمسلسل الهيبة هنا_هذا أفضل من أن يدلق الناقد الأستاذ الأكاديمي تحليلاته النقدية على مسامعنا بلغة سهلة لذيذة فيصبح كحبة تين فتحت فاها وسال لعابها في تموز, فجذبت الذباب ثم دوَّدت.._لا سمح الله_..؟!لذلك الغموض له حساسيته خاصة في الثقافة ,وأنت عزيزي القارئ إذا أردت أن تصبح مثقفاً في خمسة أيام فما عليك سوى استبدال مفرداتك القديمة البالية بأخرى حداثوية وهذا أمر سهل شعبوي في متناول الجميع مثلاً تستبدل كلمة برغل ب برغلوجيا ,والرزلوجيا للتعبير عن الأرز, الذي طارت أسعاره لتتناسب مع دولار جديد بستمئة ليرة سورية, حيث لم يعد البرغل مضطراً لشنق نفسه كما يقول المثل ,بل نحن من سنشنق أنفسنا نحن الطبقة المتوسطة التي انعدمت تماما في ظل أثرياء الحرب وأثرياء «الثورة » _كما ذكر الأستاذ زياد غصن في افتتاحية الزميلة تشرين الأسبوع الماضي _ وصارت الطبقة المتوسطة قبل (الشحادة وبنتها )تتسول حتى مطلع الشهر .وبما أننا في موسم الدراق فإياك أيها المثقف أن تستخدم هذه الكلمة حافية من أي لاحقة بل قل دراقماتية على وزن براغماتية خاصة وأنها موضة العصر بين المثقفين فهم يلبسون ربطة عنق هنا وهناك يلبسون «الشاروخ» _مضطر شاعرك لا بطل _لأن تعويض محاضرة ثقافية لا يكفي ثمن كغ واحد من الدراقماتية …!! نعم أنا سأستخدم هذه المفردات …لا تستنكروا ..هذا حقي وإلا كيف سأصبح شاعرة ومثقفة…!؟
ميمونة العلي