كتاب من حمص… اختفاء سوزي

قرأنا قبل أشهر مجموعة شعرية للأديبة هيام جابر عبدو ، واليوم صدر لها مجموعة قصصية عن « دار السعيد» في القاهرة . وهذه المجموعة القصصية تضمّ تسعاً وعشرين قصةً « قصيرة جداً وقصيرة «.
« اختفاء سوزي « عنوان يثير التساؤل : لماذا اختفت سوزي ؟ وكيف ؟! ومن هي سوزي ؟ ومن صاحب المصلحة في اختفاء سوزي ؟!. ولكن السؤال الذي نعرف جوابه في نهاية القصة هو « هل اختفت أو هل تختفي سوزي « فعلاً !! «إختفاء سوزي» قصة رمزية ، واقعية ، فالذين أرادوا إخفاء سوزي أو تحييدها ، فشلوا فشلاً ذريعاً ، لأن سوزي لها أهل يموتون فداءً من أجلها … سوزي هي سورية ، طائر الفينيق الخالد . فبعد ثماني سنوات من المؤامرة الكونية … انتصرت سوزي وعادت شامخة الرأس .
وثمة قصص قصيرة جداً نقرؤها في المجموعة مثل « المتمرد» . وهذا المتمرد هو « معلم « أرسلوه إلى الريف فصار له مريدون ، وأرسلوه ليعلّم في الصحراء .. فالتف الناس حوله .. وكان لا بدّ ، في النهاية ، من إعادته إلى قريته معلماً .. فهنا تأثيره ربما أضعف .
وفي قصة « مسرحية » ثمة سخرية مريرة مما يسمونه « الربيع العربي » . فالمواطن العادي الذي يسمع هذا التعبير يتعجب أين الربيع ؟! هل هو القتل والدمار والحرق …
والعودة إلى العصور البدائية ؟!! أي ربيع هذا ؟! العالم يتفرج علينا ويغذي الفتن ويرسل الإرهابيين …!!
ثمة قصص أقرب إلى الخواطر منها إلى القصة القصيرة أو القصة القصيرة جداً
مثل « حروف « و» موج بعيد « . في قصة « قهر » تفتك الغربة بالناس وتتغلغل في قلب بطل القصة … تشتعل النار في صدره شوقاٌ فيرمي نفسه في البركة الباردة بالقرب منه ..!!.
وثمة قصص فيها صراع فكري وعاطفي مثل قصة «معادلة احتياج» يقول لها احتاجك « وتريده أن يقول لها « أحبك وأحتاجك» فهل يقترن الحب بالحاجة ؟! هي تريد للمعادلة أن تكون « أحبك وأحتاجك» منها ومنه .
الكثير من قصص الأديبة هيام جابر عبدو توثق لأحداث المؤامرة الكبرى على سورية . ففي قصة « ذهب مع الريح» لا تزال سماعة الهاتف معلقة .. وآخر صوت جاء عبرها صوت امرأة تقول لشقيقتها « ادعي لي .. الإرهابيون يحاصروننا ..» . وفي قصة « حصاد» تحصد قذائف الإرهابيين منزل «أم حازم» … في يوم عيد الأم ، حيث يأتي أبناؤها لمعايدتها فيرون « امرأة جميلة مسجاة على الأرض ، وحولها بقعة دم كبيرة .. لكنها كانت تبتسم وكأنها ترد لهم التحية …!!».
بعض قصص هيام جابر عبدو مشغول بفنية مقنعة وبعضها الآخر بين الخاطرة والقصة .. فهي تتحدث عن ناسٍ عاديين مهمومين وكما تتحدث عن أبطال صامدين من أجل حماية الوطن.
أما المقدمة التي كتبها الناقد المصري صابر الجنزوري فتضيء على القصص ويركز فيها على أمرٍ لافت هو قداسة الشهداء ..» إن الحبيب روي بدمه الأرض ، فنبتت زهرة شقائق النعمان في تناص مع الأسطورة .. دفع ثمناً للغد الآمن في وطن لم يبخل بتقديم الشهداء على مرّ الزمن ..».
أهدت الأديبة هيام عبدو مجموعتها لشقيقيها الشهيدين محمد وسهيل .. وإلى من يقرأ كلماتها . فالشكر لها وإلى مزيد من الكتابة الجميلة .
عيسى إسماعيل

المزيد...
آخر الأخبار
في ختام ورشة “واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة”.. الجلالي: الحكومة تسعى لتنظيم هذه... سورية: النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الج... فرز الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية إلى عدد من الجهات العامة أفكار وطروحات متعددة حول تعديل قانون الشركات في جلسة حوارية بغرفة تجارة حمص بسبب الأحوال الجوية… إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه الملاحة البحرية مديرية الآثار والمتاحف تنفي ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام حول اكتشاف أبجدية جديدة في تل أم المرا ب... رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من القطاعات القبض على مروج مخـدرات بحمص ومصادرة أكثر من 11 كغ من الحشيش و 10740 حبة مخـدرة "محامو الدولة "حماة المال العام يطالبون بالمساواة شراء  الألبسة والأحذية الشتوية عبء إضافي على المواطنين... 400ألف ليرة وأكثر  سعر الجاكيت وأسواق الب...