صقر: أول مسرح عرفته البشرية كان في أوجاريت سورية

بدعوة من جمعية العاديات وبالتعاون مع المركز الثقافي في حمص ألقى الدكتور علي صقر محاضرة بعنوان «إبحار في قصيدة أوجاريتية » حاول من خلالها تحليل ودراسة ملحمة الملك الأوجاريتي ( كرت) التي وجدت منقوشة على ثلاثة رقم (ألواح) ، واكتشفت بين عامي (1930 – 1931م) ،وبين أن بعض الأسطر في هذه الملحمة تعرَّض للتشويه بشكل كامل والقسم الآخر غابت بعض سطوره ؛ مما أدى إلى غياب الكثير من التفاصيل والمعلومات عن كامل الملحمة الشعرية . ومع ذلك فإن الخطوط العامة للقصيدة واضحة ، وخاصة في بدايتها ونهايتها كما يقول المحاضر الدكتور علي صقر أستاذ مادة اللغة الآرامية التدمرية في كلية الآداب قسم التاريخ جامعة البعث.
وبين أن أحداث هذه المقطوعة الأدبية الأوجاريتية تدور حول ملك أسطوري اسمه (كرت) يفقد أفراد أسرته ، ثم يحاول الحصول على نسل جديد ، ثم تقوم الآلهة وعلى رأسهم كبيرهم الإله (إيل) بإرشاده على ما يجب أن يقوم به للحصول على الأميرة ابنة ملك (أدوم) ويدعى فابل .

ميزات السرد
ويبين الدكتور صقر إن السرد الشعري والأدبي الذي استخدم في هذه الملحمة يوحي بأنها كانت تغنى على مسرح يحضره الأوجاريتيون ، وربما كان هناك المنشد الذي يردد الأحداث غناءً ثم تكررها المجموعة ، وهذا مايفسر تكرار بعض السطور . ولعل اللغة الراقية التي استخدمت في تدوين الملحمة تشير إلى المستوى الكبير الذي وصل إليه الأديب والشاعر الأوجاريتي الذي استخدم تعابير أدبية فنية عالية المستوى والمدلول .
كما بين إن ذكر ( صيدا – صور ) يشير إلى أن مملكة (فابل )كانت تقع في مناطق بعيدة من أوجاريت ، ربما يستطيع علماء الآثار في القادم من الأيام اكتشافها .
أحرف مسمارية أوجاريتية
 يقول المحاضر ان بداية الملحمة مفقودة وانها مكتوبة بالأحرف المسمارية، وعندما يبدأ النص نرى المنشد يدعو الجمهور لينوح على الملك العادل ( كرت) الذي بقي دون خلف يرث مملكته , لأنه فقد زوجاته و أولاده السبعة , ثم يصف الطريقة التي قتل بها أولاده ؛ فمنهم من مات موتا ً طبيعياً ، ومنهم من قتل بحد السيف أو المرض ( الوباء) ، أو الغرق في البحر
وتتابع تفاصيل القصيدة المسرحية بأنه في إحدى الليالي غلب النعاس على الملك (كرت) فنام وإذ بالإله (إيل) يأتيه في منامه ويقترب منه ويسأله : لم تبك ياكرت ؟ …. هل تريد مملكة تضاهي مملكة أبي البشر ( يقصد الإله إيل)
…. ثم يأمر الإله ( إيل) كرت أن يغتسل و يتطهر ، ثم يصعد إلى برج عال ، ويقدم الأضاحي له و للإله بعل (دجن) وشرح المحاضر ان كلمة دجن تعني القمح اي الخصب والمطر .

أول مسرح في سورية وليس في أثينا
بين المحاضر الدكتور علي صقر أن هناك مغالطات تاريخية كثيرة منها القول بأن أول مسرح عرفته البشرية كان في أثينا والحقيقة المثبتة في الرقم الأوجاريتية أن أول مسرح كان في أوجاريت في عام 1500قبل الميلاد.
كما تمنى أن تدرج مادة تدريس الرقم الأوجاريتية في المراحل التعليمية لأن الأجيال الجديدة يجب أن تعرف أكثر عن أول أبجدية في التاريخ وعن حقيقة هذا الشرق المليء بالروحانيات .
فاطمة الأسعد

المزيد...
آخر الأخبار
في ختام ورشة “واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة”.. الجلالي: الحكومة تسعى لتنظيم هذه... سورية: النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الج... فرز الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية إلى عدد من الجهات العامة أفكار وطروحات متعددة حول تعديل قانون الشركات في جلسة حوارية بغرفة تجارة حمص بسبب الأحوال الجوية… إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه الملاحة البحرية مديرية الآثار والمتاحف تنفي ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام حول اكتشاف أبجدية جديدة في تل أم المرا ب... رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من القطاعات القبض على مروج مخـدرات بحمص ومصادرة أكثر من 11 كغ من الحشيش و 10740 حبة مخـدرة "محامو الدولة "حماة المال العام يطالبون بالمساواة شراء  الألبسة والأحذية الشتوية عبء إضافي على المواطنين... 400ألف ليرة وأكثر  سعر الجاكيت وأسواق الب...