فكرة ..بين الثريا ..والثرى

مابين مواقف السعودية ومواقف إيران من القضية الفلسطينية والقضايا العربية مسافة كبيرة بين متناقضين بين مؤيد ومعارض بين عميل ومتآمر ، بين من يملك الحس الوطني والقومي ومن يريد الموت للعرب وبين من يدعم القضايا العربية فالسعودية التي ارتمت في أحضان الإدارة الأمريكية أخذت جانب العمالة والتآمر والخيانة للقضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل انغمست في التآمر على الأشقاء العرب وبدلاً من أن تكون عامل توحيد للكلمة العربية وقوة للوطن العربي أصبحت عامل ضعف وتآمر على العرب وبدلا من آن تحمل راية العروبة والقومية أصبحت حاملة للراية الإسرائيلية وذراعها الذي يضرب به الدول العربية التي تقف إلى جانب القضية الفلسطينية وعامل تقسيم وتجزئة وإضعاف للأشقاء العرب وكأنها نسخة معربة عن الكيان الصهيوني المحتل الذي ينفذ سياسات العدوان والاستعمار والإرهاب اليومي حيث ساهمت بالفوضى العارمة في أنحاء عديدة من الوطن العربي عبر ما أسموه بثورات (الربيع العربي) والذي لم يكن سوى إغراق للوطن العربي بالدماء العربية العربية وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ حيث جاءت بالعصابات الإرهابية من أصقاع العالم ودعمتها لإثارة الفوضى في هذه الدول وعملت على القتل والتدمير في سورية طيلة الثماني سنوات الماضية… كل هذا الدمار والخراب قامت به السعودية وقطر بدعم من الإدارة الأمريكية التي كانت تضع الخطط والسيناريوهات لاستمرار القتل والتدمير لإضعاف سورية وتدميرها والنيل منها كرمى لعين الكيان الإسرائيلي المحتل .. هذا الدور القذر الذي قامت به السعودية وللأسف نقولها لأن دولة أو مملكة محترمة في العالم لا يمكن أن تقوم بما قامت به مملكة الرمال ومع كل ذلك فإنها وعلى الرغم من كل ذلك لا تلقى الاحترام من قبل الإدارة الأمريكية التي تتعامل معها ومع ملوكها وأمرائها على أنهم أناس غير محترمين فالرئيس الأمريكي لا يتوانى وفي كل مناسبة من النيل من تلك المملكة وملوكها وأمرائها فتارة يصفها بالبقرة الحلوب التي ما إن يجف ضرعها فسيتم ذبحها وتارة يطالبها بدفع ثمن الحماية التي توفرها الإدارة الأمريكية لها وقد قال ذات مرة : من دوننا ما كنتم لتستمروا في مواقعكم أسبوعاً واحداً لولا الحماية الأمريكية، مطالبا إياها بدفع مزيد من الأموال.
أمام هذا الذل والاهانة التي تطال مملكة الرمال نتيجة هذا الانبطاح في الحضن الأمريكي نجد في الواقع مثالاً أكثر احتراماً وإشراقا يتضح من خلال سياسة إيران التي تبنت الدفاع عن القضية الفلسطينية واستطاعت خلال السنوات التي تلت الثورة على الشاه المخلوع قبل أربعين عاما أن تبني دولة قوية بكل المقاييس أدت إلى توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الست (الصين، روسيا، أمريكا، فرنسا، ألمانيا وبريطانيا) على الرغم من العقوبات والحصار الذي مارسته أمريكا والدول الغربية على إيران خلال سنوات عديدة استطاعت بسياستها الهادئة والعقلانية أن تنتزع الاعتراف بها وبحقها كدولة مهمة في العالم وتوقيع اتفاق فرض حضورها على كافة الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية .. الخ .. وحين جاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنصل من الاتفاق النووي وحاول أن يمارس الضغوط والعقوبات على إيران لإجبارها على التنازل عن مواقفها الوطنية لكنها لم تتنازل وبقيت صامدة دون أن تتراجع قيد أنملة وارتفعت لهجة التهديد بالعمل العسكري وبقيت على مواقفها ومع ذلك لم تتوقف الإدارة الأمريكية عن ممارسة عربدتها وزعرنتها حيث اخترقت الأجواء الإيرانية بطائرة تجسس لم تتردد إيران من إسقاطها ، وعلى أثرها جن جنون الرئيس الأمريكي ترامب الذي هدد مجدداً وأعطى توجيهاته للقيام بعمل عسكري ضدها سرعان ما تراجع عنه حين عرف العمل العسكري الذي يمكن أن يقوم به سوف تكون نتائجه وخيمة له ولإدارته المتسرعة والمتهورة مطالبا إيران الجلوس إلى طاولة المفاوضات دون شروط بعد أن كان يضع شروطا كثيرة لتحقيق ذلك .. إيران رفضت الجلوس معه على طاولة المفاوضات مرارا وتكرارا على أن يتراجع عن تهديداته وعن شروطه ولكنه مازال يستجدي الجلوس مع القادة الإيرانيين ويستميت على الموافقة على طلبه بالتفاوض مجددا .. ولكنها حتى الآن لم توافق ولن توافق على إعطاء هذا الشرف لدونالد ترامب الذي لا عهد ولا مثياق له .. المقارنة واضحة بين السعودية التي غاصت في الدم وفي الخيانة والتآمر وتلقي الذل والمهانة من الإدارة الأمريكية في الصباح والمساء وبين إيران التي جعلت الإدارة الأمريكية تستجدي الجلوس مع قادتها للتفاوض .. الفرق واضح كالفرق بين الثريا والثرى وشتان مابين المثالين بين الكرامة والذل بين الاحترام واللا احترام بين الخيانة وبين الوفاء بين الصدق والكذب …

عبد الحكيم مرزوق

المزيد...
آخر الأخبار
في ختام ورشة “واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة”.. الجلالي: الحكومة تسعى لتنظيم هذه... سورية: النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الج... فرز الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية إلى عدد من الجهات العامة أفكار وطروحات متعددة حول تعديل قانون الشركات في جلسة حوارية بغرفة تجارة حمص بسبب الأحوال الجوية… إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه الملاحة البحرية مديرية الآثار والمتاحف تنفي ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام حول اكتشاف أبجدية جديدة في تل أم المرا ب... رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من القطاعات القبض على مروج مخـدرات بحمص ومصادرة أكثر من 11 كغ من الحشيش و 10740 حبة مخـدرة "محامو الدولة "حماة المال العام يطالبون بالمساواة شراء  الألبسة والأحذية الشتوية عبء إضافي على المواطنين... 400ألف ليرة وأكثر  سعر الجاكيت وأسواق الب...