مبارك الاصدار الجديد ..مــــاذا لـــو

مجموعة شعرية نثرية جديدة للشاعرة ليندا عبد الباقي بعنوان :»ماذا لو» تتحدث فيها الشاعرة عن العواطف والأحاسيس وهموم الشعر في ظل الحرب المجنونة وتداعياتها على الروح قبل الجسد وهي من القطع المتوسط تقع بـ 128 صفحة ,تعتمد فيها الشاعرة على الومضة الشعرية النثرية تقول في مقطوعة بعنوان:«لا ناقة لنا ولا جمل » على بعد قذيفة تربص الموت خلفها /ليقطفنا /نحن من نسابق الشمس لإشراقة وطن /نزرع الدماء حنطة /على أعتاب الموت /لا ناقة لنا ولا جمل وأنتم تتراقصون في ساحات دمنا مع أشباح بيوت بيضاء وسوداء تتراقصون على بعد حذاء.
توظف الشاعرة الكثير من التقنيات الفنية في بناء قصيدتها فهي في قصيدة»سر البداية «تعيد وضع علامات الترقيم بين ثنايا أحاسيسها بما يتناسب مع حالتها الشعرية والنفسية فتقول: عندما تكون السعادة حبراً على ورق نتحول إلى علامات ترقيم تمحو الضمةُ الملامح ,تصبح الفواصل ممرات السكون لابتسامة أوقفتها إشارات التعجب والاستفهام الضوئية.
الشاعرة تتكئ , على الموروث المعرفي لدى الذاكرة الجمعية فتعيد قراءة المألوف من زاوية شعرية بحتة تعبر عن ذاتها فهي تقول لنا أنها كانثى لا تزال تبحث عن آدم مختلف لتمنحه تفاحتها دون جدوى, وقد استخدمت مفردة «التفاح في العديد من قصائدها وهي مفردة لها مدلولاتها الكثيرة في ذاكرتنا تقول في قصيدة :«حواء وآدم» : وحين تذوقها زرع غراساً وراح يجني,حواء وحواء ومازلت تلوحين بتفاحة أخرى لآدم مختلف . هو آدم المختلف الذي تبحث عنه حواء المختلفة لتمنحه تفاحتها فهل هناك آدم مختلف أم أن حواء ستظل تدحرج تفاحتها مثل سيزيف وصخرته إلى الأبد..؟!
تتراوح ومضات الشاعرة ليندا عبد الباقي بين القصر والطول حتى تنضج فكرتها فأقصر ومضة عثرت عليها في هذه المجموعة مؤلفة من سبع كلمات بعنوان:»أنت» تقول فيها:كم يلزمني من النجوم لأنسج قصيدة سماؤها أنت. وأما أطول قصيدة في هذا الديوان فهي بعنوان: «مواسم الحداد» تتحدث فيها عن أيام الأسبوع المليئة بالحزن بسبب الحرب وتقع في أربع صفحات تقول فيها:لأنك الزمن دحرجتنا من جمعة إلى جمعة وتلك حزينة تنسج من الأوردة ثوب الحداد ..والسبت يمسح الدمع،بالدماء يرتق جرحه يرتل آيات الوطن بعبق شهيد ويتنفس الصعداء .
لقد التقيت الشاعرة ليندا عبد الباقي في قاعة المعارض في المركز الثقافي خلال معرض للكتاب الاسبوع الماضي وتوقفت معها حول شجون الطباعة والنشر وسيكون لنا وقفة أخرى معها والجدير بالذكر أن الشاعرة ليندا عبد الباقي عضو مشارك في اتحاد الصحفيين وعضو اتحاد الناشرين أسست داراً للطباعة والنشر في السويداء ,ترجم شعرها للعديد من اللغات وأسست لملتقى ثقافي شهري دوري في السويداء مستمر منذ تسع سنوات .
ميمونة العلي